عارف حمزة - فكرتي عن العالم.. شعر

في هذه الدّنيا خسرتُ كلَّ شيء
وطوال سنواتٍ
كنتُ أسندُ فكرتي عن العالم بيدينِ
كان يمكن استعمالهما في أشياء أخرى
لا تسبـّبُ كلّ هذه الآلام.
أو وضعهما في حقيبة ورميها في البحر .
كان يمكن أن أبقى ناظراً في السقف
أن أُلهيه بالنظرات اليتيمة والقوية
وليسقط فيما بعد
بمجرد ِ أن أتلهّى بالأمل .
/
كان بإمكاني أيضاً أن أُنصت للهاتف
الذي ظلَّ يرنُّ في منتصف الليل
دون أن أردَّ عليه.
أن أترك ذلك الصوت يتجوّل في الغرفة ككلبٍ صغير
وليذهب كي يشمّ الزهرة المجفـّفة في الكتاب القديم
متعثـّراً بطفولتي .
أن يرتطم بالسرير طويلاً وعميقاً ويدخل تحت البطانيّة التركيّة
ويتوسّلُ إليّ .
ولا أدري لحد الآن
لماذا فتحتُ الباب
والمطرُ يهطل مثل مصعدٍ يهوي من الطابق السبعين
لذلك الرجل المسنِّ الذي أخذني بين ذراعيه طويلاً
حتى يقول بكآبة غريبة :
" أنا ملكُ الموتِ يا بني ! " .
/
هل الساحة مكتظـّة بشكـّل جيّد
كي يأخذوا جسدي إلى هناك
ويقتلوه أمام المارّة ؟ .
قد تأتي نسورٌ غامضة أيضاً
قد تخرج من الكتب واللوحات
ثمّ تفتحُ دفاترها
كي لا تـُخطئ في الحساب .
/
من كثرة
ما كنتُ
بلا إنصاف .
/
كي لا ينتظرها شيء
كي تستريحَ من رفع هذه المطارق الثقيلة
كي لا تنزل بها على الدم والعروق والدماغ التالف والقلب التالف
كي تستريح تلك الثواني الرقيقة .
/
خذي بيدي المشلولة
كي نمحي هذا العالم
حتى نستطيع يوماً ما
أن نلمح بعضنا .


(قرب كنيسة السريان 2012)



  • Like
التفاعلات: ليلى منير أورفه لي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى