عبد الحميد باحوص - تابط شرا وتابط شره،

مابين تابط شرا الشاعر وتابط شره الانسان الذي صار شريرا بالعادة وسوء التربية والتعليم المنحرف مسافات ضوئية بعيدة قابلة للعد والقياس.
الأول تعلمنا منه ولازلنا والثاني لم نتعلم منه شيئا وسوف نظل على جهل من أفعاله الضالة ما حيينا على الأرض منبهين أن الذي يشرب من الماء الزلال ليس كمن يشرب من الماء الا جاج.
ولو خيرت ما بين تابط شرا الشاعر وتابط شره الانسان لاخترت الأول بسرعة الضوء والبرق لأنه يقدم لك معرفة بعالم حياة العربي المتمرد يتجاور فيها المرئي والمكتوب كأنه عقد منضود في عصر المعرفة الشعرية المباشرة مع العالم المحيط يسائله بمنأى عن الجهل والجاهلية.
...تابط شره الإنسان الذي صار شريرا بالعادة وسوء التربية والتعليم المنحرف حين يذهب يوميا إلى المقهى ليحتسي قهوته السوداء ويمارس هوايته المفضلة اكل لحوم البشر مع أشخاص من شاكلته ينسى و لا يدرك أن ما يفعله من ازهار الشر بتعبير الشاعر الفرنسي تشارلز بودلير.
ولو تانى وتعقل وأنزل شره من تحت ابطيه لامكن أن يرى بشاعته بام عينيه...
ولو خيرت لاخترت سرعة الضوء والبرق.

عبد الحميد باحوص
درومندفيل/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى