عبدالله البقالي - الفقيه و المقدم..

انتبه الفقيه فجأة إلى أن بطاقة هويته الشخصية قد تقادمت وفقدت قيمتها القانونية. و من ثم فكر في تجديدها، خصوصا و أنه يمكنه الحصول على شهادة الإقامة بعد المدة الطويلة التي قضاها في الدوار.
زار المقدم الذي رحب بمقدمه. وحين عرف الغاية من زيارته ، أوضح له ما الإجراء الذي يجب ان يقوم به.
انذهل الفقيه و رغب في أن يعرف بشكل واضح ما إن كان المقدم يرغب في "التدويرة" ضحك المقدم وهو يوضح له انه يروقه كثيرا التعامل مع المتفقهين، لأنه لا يحتاج إلى عناء لبسط مقصده.
احتج الفقيه بشدة واوضح للمقدم أنه يحمل كتاب الله. وان هذا يستوجب على العالم كله احترامه.
لم يغضب المقدم و قال بهدوء: هذا كلام خطبك أيام الجمعة. و أنت ادرى من أي واحد أن مفعول كلامك لا يتعدى حدود مسجدك. و ان العالم خارجه مختلف تماما عن شريعتك.
انتفض الفقيه وغضب غضبا شديدا. و قفل مغادرا المجلس وهو يلعن الوثائق و الموثقين، والعالم اجمعين
في ليل رمضاني قبيل الفجر. عاد المقدم من مهمة ادارية من مكان بعيد. وحين وصل البيت، كان امامه دقائق معدودة ويرفع الفقيه الاذان. وهو وقت لن يكفيه في عملية ايقاظ اهل البيت واعداد الطعام. ومن ثم لم يجد بدا من ان يبعث بولده الاكبر الى الفقيه من اجل التوسل اليه قصد تأخير الاذان. وهي عملية دأب الفقيه على ممارستها تبعا لنوع العلاقة التي تربطه بالاشخاص. و لذلك اندهش الفقيه حين اوضح له الفتى أنه ابن المقدم.. ودون ان ينظر الى ساعته. رفع صوته مؤذنا ومعلنا بدء وقت الامتناع عن الطعام و الشراب.و قد فعل ذلك بانتشاء غير مسبوق وهويتخيل كيف سيقضي المقدم يومه بفعل الانهاك و الامعاء الفارغة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى