رسائل الأدباء رسالتان بين الشاعر سليم احمد حسن و حيدر محمود

* رسالة الشاعر سليم احمد الحسن

أوجـّه رسالتي للشاعر الكبير حيد محمود أشـكو له ، وألجأ إليه وأرجوه أن يسمح لي بإرسال الديوان إليه ، لقراءته والحكم عليه أشكو لأستاذي حيدر ، ظلم المقيميين ، وأشكو له محاربتهم لكل من هو ليس من الشلة . أشكو له أنهم يجيزون الغث والقصيدة النثرية الموغلة بالرمزية ، والتي لا يفهم منها كلمة ، وما ينشر في الملاحق الأدبية والمنشور بالدعم خير دليل. . أقول له بكل اعتزاز ، إنهم قالوا إنني متأثر بشعره وهذا فخر لي . وقالوا إن في أشعاري أنفاس حيدر ، ونزار ، ومحمود درويش وسميح القاسم ، وهذا يعني أن أنفاسهم متشابهة في عرف المقيمين ، وأكرر هذا شرف لي ، رجـاء التوضيح ، وتغيير مقدمة الرسـالة ، أنـا أشـكو لأستاذي حيدر محمود ، ولا أعتب عليه ، وأعتذر له بشدة وبين يديه أنحني احتراما ، وأقدم التحية.

سليم أحمد حسن



****



* رســــــــالة الشــــاعر حــيدر محمــود

أبعث لك بخالص التحية والاعتزاز ، وأعـــلن عــلى رؤوس الأشهاد ، أنني أحببتك إنسانـًا وشاعرًا. وقـــرأت معــــظم ما كــتبت ، وأعـلن أكـثر أنني تأثـّرت به ، وأخذت منه ، كما أعلن ، أنني قــــرأت لكل الشعراء الكبار ، إخوة حيدر محمود ومن سبقهم، وتأثــّرت بهـم، ولعلي أخذت منهم . فهل في ذلك ما يعيب !؟

دفعت ديوان شعر لي ،ـ يحتوي على تسع وعشرين قصيدة ،تتنوّع موضوعاتها بين الهمّ الوطني ، والجانب العاطفي ، والجـــانب الاجتماعي ، والفكري ـ . دفعته لثلاث جهات للتقييم .

** كانت الأولى لسيّدة فاضلة ، تحمل درجة الدكتوراة فــي الأدب العربي ، ولـــها مكانـــتها العلـــمية فــــي الجامعة ، ومكانتها المعروفة وحتى الرسمية في الشأن الثقافي.

كان ملخص ما قالته : إن الديوان مشاعر إنسانية صادقـــة ، تعبّر عمـّا يتوارى ويختفي لدى الناس ، بسبب الظــــروف القاسيـــة

والانشغالات باليومي والعـادي ، فهو يتعامل مع المجتمع وقضايـــــاه المتنوعة . كما يرفع الديوان قيمة المــرأة ، التي تظهر فيــــه بأشكال مختلفة ، ، وجميعها نماذج عالية للمرأة الأم ، والابنـــة ، والزوجـة ،

والحبيبة، والحرّة المقاومة . وفلسطين لها حصة كبيرة في القصائد ، ولغة القصيدة ذات معجم خاص ، يمكن تمييزه وإفــراده . وبالعــــموم

فاللغة رقيقة وادعة ، وصورها عذبة ، وعباراتها سهلة على عــــمق ما بها من معان ٍوصور قريبة من خيال القارىء.

** وقال الثاني ، الذي أوصى بعدم دعم الديوان أو نشره : تـــناول هـــذا المخـــطوط جانبين فـــقــط [ تناسى القصائد الكثيرة في الجانبين الفكري والاجتماعي. ]، هـما

الجانبين ، الوطني والعاطفي ، تحـــدّث في الجانــــب الأول عـن الهـمّ الوطني الفلسطيني ، وفي الثاني عن هذا الكيان الـذي نسميه المرأة ،

ولم يستطع الشاعر الغوص بعيدا في هـــذين الموضوعـين ، ونـــحت قصائده منحى التقليد ، فــفيها أنفاس " سميح القــــاسم ، ومحـــمود درويش ، ونزار .. " . ويشيد المقيـّم بسلامة اللغـــة وسلامة الــوزن والقافية إلى حـدّ بعيد والتي كانت حاضرة في القصائد .

* ولا تعليق سوى أن أقــــول ، إنّ أي قــــارىء ، متــــذوق للشعر ، يستطيع أن يقول وبكل بساطة : في هــــذه القصيدة نفس الشاعر فلان ، حتى بين قصائد الشعراء الكبار .

** وقال الثالث الذي أوصى كذلك بعدم دعم الديوان أو نشره : إنّ في المخطوط تسعـًا وعشرين قصيدة ، يغلب عليها النمط العروضي " القديم " !!! ، ويخالطها النمـط الحديث أحيانا . وتدور في بعدين [ الأول شــعر وطني ويجيـد الشاعرفي هذا الجانب إلى حـدٍ بعيـد ! !! والجانــــب الثاني شعر عاطــــــفي وجداني يشي بنزعة رومانسية !!؟ وبالمجمل يغــلب على قصائــــــد الديوان النزعة التقليدية " ما أسهل مثل هذا الحكم .!؟ ولا تشير إلى تجربة شعرية متميزة ، ثم كتب ملاحظات أخرى بالخط الأحمر :ـ كتب على الغلاف ، تأثــّر بالشعراء نزار ، وحيــدر .ـ هناك اختلال في الوزن في بعض الأبيات وعن قصيدة بعنوان " إنـّي حـرّة " ـ جميلة ولكن مباشرة . ـ وعن قصيدة ، أشرت ُ فيها معارضا بيتا لنزار يقول فيه " لا توجد منطقة وسطى / ما بيت الجنة والنار / . فقلت :

ما اسطعت العيد على صدري = بـــل بين دفاتــــر أشعــاري
لا بأس فشعري لك ســـــلوى = وبـــه بعــضٌ من آثــــــاري
فخـــذيه كمنطقـــة وســـــطى = ما بـــين الجنــــّة والنــــار

علــّم السيد المقيـِّم على الأبيات بالأحمر وكتب ـ تأثـّر بنـزار!!

وفي قصيدة أخرى ، نظمتها في قٌرية " أم قيس " ، ضمنتــّها أبياتـًا من مطلع قصيدة لأحمد شوقي" سلام من صبا بردى. . ومطلع قصيدة أخرى للشاعر أنيس الخوري المقدسي " على اليرموك قف واقرا السلاما .." شطب بالأحمر وكتب في الأول شعر لشوقي !! وفي الثاني " نشيد جامعة اليرموك ..!!! "

والقصيدة بالمجمل تتكىء على أصوات شعرية أخرى !!؟ وحين نظر المقـيّم الكريم ، إلى الصفحة الأخيرة ، ووجدهـــا مليئة بالإصدارات عن آخرها ، لم يكلف نفسه عناء قـــراءة

العناوين ، فأصــدر حكمـًا عجيبـًا غـريبـًا [ ويبدو من ثــــبت المؤلفات في آخر المخطوط أن الشاعر قد قطع شوطا بعيـدًا في الإنتاج ، وهذا يجعل احتمال تطور ذاته أمرًا مستبعدًا !!]

** وأقـول للأخ الشاعر :

ـ هل هناك من عيب بالتأثـر بالشعراء الآخرين ، وأكــرر ما قلته لزميلك " ما أسهل أن نقول إن هذه القصيــــدة بها نفس من شعر فلان ، خاصـــة إذا كانت من النــمط العروضي القـديم !!!! ، هذا الشعر الذي تمردتم عليه،وعابه بعضكم ونعـاه ، ولكنه الباقي أبـدًا.أدّعـي يا أخي أنني قارىء جيد ، ومتـــــذوق للشعر ،

ولا أريد أن أدعي أنني مثقف ، حتى لا يــُـثيرك ذلك ، وفي صباح كل جمعة ، أقرأ الملاحق الثقافية ، والـتي

تحتلـّها الأسماء اللامعة ، ولا تتغـير ، ويحــــظر على أمثالنا الاقتراب منها، أقرأ القصيدة الحديثة أوالنثرية التي تروجون لها وتدّعون أفضليتها ، أقرأها بالطول والعرض،وأسرح ، وأحاول وأحاول فلا أخرج بشيء أليس من حقي كقارىء أن أفهم ما يكـــتب لي ، وإلاّ فلمـن تكتبـون !!؟؟وما الذي يمنع من التضمين ، ما دام الشاعر قد أشار لذلك ، وعلى فكرة ـ قصيدة / على اليرموك .. / يجب أن يشار لشاعرها ، ولــيس على أنها نشـــيد جامعة اليرموك .كيف تقول أنني أجدت في الشعر الوطني إلــى حــــد بعيد ، تم تقول إن القصائـــد تقليديــة ، ولا تشير إلى تجربة شعرية خاصة.؟ الحديث يطول، ولكني أتساءل بمرارة: لماذا لــم تكلف نفسك عناء قراءة عـــناوين المؤلفات قبل أن تـــُصدر حكمك بأنني لن أتطور .؟! فليس فيها غير ديــــوانــَـي شــعر للكبار، والباقي كله في أدب وثقافة الطفل، فهل نعكس المقولة : بأن قلة خبرتي في الكتابة في شعـــر الكبار هي السبب !!؟

أخي وأستاذي الشاعر الكبير حيـدر محمـود ، وكل الشعــراء مــــــن أقرانه وإخـوته . نشــكو إليكم قلة الحيلة مع من يمسكون الآن بزمــــام الأمور الثقافية ، ويشكلون حـــولهم هالـــة لا أسميها ، وسياجـــًا لا يخترقه إلا من رضوا عنه وباركوه. وأقرأ الكثير الكثير من الكتب التي نشـرت بالدعم ، ولاشكّ أنك تقرأ ، ويقرأ غيرنا ، ولعلنا نتشارك بالقول : لا نـــــــرى إلا عجبـًا ، وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

ومع تمنياتي لك بموفور الصحة والعافية ، أتمنى أن تتيح لي فرصة اطلاعك على هذا الديوان ،

ولك الحب والتقدير.

سليم أحمد حسن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى