فوزية العلوي - مدينته المشتهاة.. شعر

طرقٌ تسافر بي إليك ْ
وبعيدة صحراء جنّتك وناركْ
لم تأتني برُدٌ
كيما تطرّز في هجير الرّمل أغنيةً
وتبين أسباب الصّعود إلى قراركْ
لم تلتمعْ عند انتحاب اللّيل
أفلاكُ المجرّة بيننا
لم ينكسرْ عند انشطار القلب
نجم ُفي مداركْ
لم ينطلقْ في روعة الإسراء موّال المغنّي
يا حادي الحرف المسافر دون ماءْ
هلاّ سفحت مدادَ كفّك للأقاحي
كي لا تسحّ قصيدةٌ من مفرقي
وتغوص أنصال الفصاحة
في جراحي
يا حادي الطير المهاجر دونما....
هل ضيّعتك الرّيحْ
ونسيت في بحر الرّمال تميمتي
ودفنت بعد الهجر قلبي في غباركْ؟
يا حادي النّسر المضرّج بالحكايا
ومكلّلي بالوجد والتّبريحْ
يا مرسلا شهب الصّبابة بيننا
ومخضّبا بالدّمع أقمارالمرايا
يا مبحرا في اللاّزمان
ومرابطا قبل انفراط الصّبر في اللاّأين
يا مزهر الأحداق والأشواقْ
ومبدّدا أعناقنا
عند انحدار الظلّ في النّهرين
يا كعبة القلب المرابط في المحال
ومرتّلا صحف القوافل
أسكنتها الرّيح أحضان الرّمال
هلاّ قرأت وصيّتي
وشققت في جنح الظّلام
جبين هذي الأرض
وظفرت لي بالمعبر السرّي
كانت معلّمةً دروبهُ في دمي
من قبل أن ألج المكانْ
فيما مضى كانت تتوّجه الصقور
ويحطّ أيْل الليل في ملكوته
في برجه شهٌب من الياقوت غافيةٌ
وبيارق مصفوفة مثل الجيادْ
لكأنّه في دهشة التكوين أبراج إرمْ
من قبل أن تلِغ الرّمال وجوه عادْ
في كفّه قمر تجلبب بالندى
ورمى على الأحقاف أحجار السّهاد
في لحظه مدن تناديني وتجفو
في قلبه طوفان
وسفائني موثوقة للريحْ
و أراني مثل الموج أغرق ثم أطفو
وأرى مدائن الفيروز وهي تُومض في الأقاصي
وأراني فوق هذا العرش مليكة الأزمانْ
وأرى سباع الأرض من حولي
تصارع ثمّ تغفو
وأرى فطيم القلب وهو يومض كالأصيلْ
وأرى البلابل والعنادل في يديه
والهديلْ
وأناأشدّ البحر للألواحْ
وأنادي من فرط الجوى ياوجدائيل
أرؤانا صدقتْ أم ترانا نشرب الآل
ويغرينا الرّحيلْ
صدق الحادي الذي غنّى وأسرى في صداه
أم تراه
يجمع الأقمارسهوا في سماه
ويضمّ للآهات بعد الآه آه
آه ياوهم الحُداة والرُّواة
وجُناة المستحيلْ

طرُقي ما سافرتْ يوما إليكْ
لا ولا كان الرحيل
كان حبرا حارقا من لظى الرّوح يسيل
سيحيل اللّيل عندي برزخا
وأرى الأفلاك زُهرا كالخيول
وأرى كفّي براحا ناصعا
وأرى حَرفي مضيئا كالفتيل
وأرى الرّمل الذي ضيعنا
يطلع الأوهام خضرا كالنخيل
وأرانا مرة أخرى معا
نشرب الآل ويغرينا الرّحيــل


فوزية العلوي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى