مروان المخلافي - (غودو يأكل أصابعه).. نموذج سريالي حداثي لجرأة الطرح بأسلوب الأداء الكتابي الموجّه

✍ لقاء فاحص صعب المراس

*مباشرة يتوجّب القول بأن كسر الحاجز الكتابي لثقافة المجتمعات وما درجت عليه من التلقي مازال مهاباً لدى الكثيرين من الكتاب العرب على شغفهم بذلك، فقط ما يحجزهم ويصدهم عن ذلك النوع الكتابي والموضوعي عدم استعداد الكثير من مجتمعاتنا تلقي مثل هذا اللون الذي تعثر فيه الكثيرون حين قدموه بابتذال وأداء فاحش بدا مستبيحاً للغرائز أكثر من كونه أدباً قدم للجمهور العربي بانضباط واتزان ورسوخ، خاصة عند من كتبوه بأساليب نثرية استرسالية أفاضوا واستفاضوا في جغرفة الابتذال، وفصلوه فتاهوا فيه متوثبين له بألوان أدائية نثرية بالإمكان - لسهولة ذلك - صبغها بمثل هذا اللون..*
*وعليه فاللقاء التأملي مع قصيدة النثر صعب للغاية على أي ناقد يحاول الفحص والكشف عن الخبايا، والمتواري خلف مواطن الإبداع ومستوياته، لكن لا مناص من هذا الهروب أو الانكفاء خلف الذات المحبة للعمودي الفصيح لسبب واحد، هو أن قصيدة النثر أصبحت واقعاً ملموساً في شعرنا العربي المعاصر، لها أنصارها ولها معارضوها، مع التأكيد على عدمية التصنيف الحدي والمتعصب للشعر المشقوق في وقتنا الراهن إلى طرفي نقيض منثور ومشعور لا يلتقيان في مدرستيهما لدى رواد اللونين نظراً لدعاوى التعصب والعنصرية التي يطلقها أنصار كل لون، وليس عيباً أو منقصة في أن قصيدة النثر قصيدة متحررة من القيود لأنها خيار الشاعر الذي تنوب عنه، فقط وجب تسمية الأمور بمسمياتها ذاك نص نثري وذلك شعر فصيح..*
*ولأنها اقتراف للكتابة بانفعال وصدق، وترك المجال واسعاً لها في أن ترتدي ثوبها كما تشاء طالما والسياق العام للجانب الكتابي والأدائي يتمحور حوله الانفعال والشعور الذي يخرج بتلقائية دون تصنيفات..*
**والخلاف حول قصيدة النثر ليس جديداً، فهي كانت ومازالت مثار نقد وصراع، ولا يوجد مبرّر لنفي صفة الإلماحات المضيئة بالجمال المنثور على كثير من أعمال الرواد من جيل الشباب ومن تقدمهم في صناعة القصيدة النثرية الحديثة.*
*ونصوص عنفوان فؤاد على ضوء ذلك أبعد ما تكون معبرة عن حالة الشعر في تعريفه المعهود مع التقدير لما قدمته في هذا السياق لاستحقاقه جدارة واقتدار للكعب العالي الذي اتسمت بها لغتها التي بسطتها بشعور في نثر، وأن كل ما يوصل شعوره إلى الآخرين بإبداع فهو في موطن من الإبداع يجعل من قصيدة النثر دفقاً من السهل الممتنع، لكنها صعبة على ما لم تكن لدى صانعه الشاعرية.*
*وأعجبني في هذا السياق تفريق د. عماد هنداوي بين قصيدة النظم وقصيدة النثر، بأنها كرائحة العود التي تبقى، ورائحة النعناع التي تزول، وأن قصيدة النثر أقرب للقصة القصيرة والخواطر، وهي بحاجة إلى عمق أكثر وتجربة أكبر لتترك أثراً في المتلقي.*

*وفيما تم المرور عليه لمسنا بما لا تخطئه العين على ابتعاد نصوص الأديبة عنفوان فؤاد عن شعرية النص بعيداً عن تصنيفه، بأن النصوص النثرية قد تكون إلى حد بعيد ملائمة لواقع العصر وإيقاع الحياة بعد أن ضاق اليوم واتسعت اللحظة كما يقال..*
**ومن التغريد خارج السرب القول بأن هذا الفن قادم من الذاكرة الشعرية لوفادتها من ثقافات أخرى كان الارتكاز عليها في الاستخدام والتناول سيد الموقف في الممارسة، والتي لها في حقيقة الأمر علاقة وارتباط بالجوانب النثرية في ألواننا العربية النثرية التي كتبها الكثيرون من روّاد أدبنا العربي متسقاً مع الأساليب البلاغية الممارسة في النصوص الشعرية*.

جرأة الطرح ، وعمق المعاني...*

*قرأت الديوان بتأمل لجميع قطعه النثرية وسياقاته الحرّة الضافية، وأعدته مرة أخرى بذات الانتباه، والديوان برمته خلا من النغم المرنم، والجرس الموسيقي الذي قد يعترض البعض على هذا الأسلوب الحر الذي صبغ به الديوان في جميع قطعه الفنية من مبتدأه وحتى منتهاه، ولست أعلم لعنفوان فؤاد نصاً عمودياً بحسب معرفتي القاصرة*.
*وينبغي الإشارة إلى أنه في عالم النقد ليس بالإمكان أو القدرة المستطاعة إلزام أحد أن ينظر في نقوده من الزوايا التي نريدها، أو إتباع منهج نقدي ربما نتمناه كشعراء ونقاد وقراء..*
*والبعض يحاول الالتزام بتوجه نقدي محدد قد يكون اجتماعي أو تاريخي أو أسلوبي أو تتبعي تعاقبي أو أياً من المناهج المتعارف عليها والمعروفة بضوابطها ومعاييرها وشروطها، والبعض لا يعجبه التقيد، يركب الموج بأيٍ من المراسي التي يجد نفسه في هذه القصيدة أو هذه، أنا أميل لهؤلاء قناعة مني بأن معايير الجمال مطلقة ليس بالإمكان تضييق جانبها بحصرها بمناهج نقدية*.
*المعيار الحقيقي للنقد المنضبط يتوقف على بذل الجهد بشعور صادق يسترعي وجدان الناقد، وله بعد ذلك أن يبحر بأيٍ من المجاديف مادام طالما والأساس منطلقه واضح المعالم في اختيار عمل أديب يستحق جهده النقدي، هذا الذي ينبغي توافره ووجوده في أي الناقد مسبوراً في كل مقطع من مقاطع الدراسة، دراسته، وهو الذي يصنع احتدام المشهد وازدحامه لدى الناقد من خلال تنقله في أغلب التناولات التي سيمر عليها في قطع المتناول بين يديه.*
**الديوان كما يظهر على ضوء ما سبق في الأعلى لديه قدرة في السيطرة على الفكر والوجدانية، ويحاول أن يتبصر في المتلقي ميلان نحو رؤاه البنيوية التي تمكن من إبداء الكثير منها بما يناسب مقام القارئ، وروح تأمله لما سيجيء فيه من مؤيدات ومعززات ستؤكد القدح العالي الذي ينبغي تبوءًا لمكانته*.

انطباعات التأمل الأول...*

*البداية كانت حديث الأنا مع الذات وإسقاطها بحوار وجداني بوحي على واقع كتابي تند وتتفلت من بين ثناياه انسيابات تنثال على أركان الذات فيتلقفها الأنا بتقاسم يسربه حديث بلا عنوان بالتوازي مع الشعور الذي يراوح في وشوشته جنبات وجدان تحتدم لديه أسئلة كثيرة لا يجد بداً من الإقرار بها تناسقًا مع واقع الحال الذي يقتضيه مقام هذا الحال.*
*(أحاول الإنجاب مني / أحياناً أخرى استنسخني)*

*مأخذ انطباعي:*

*مجيء أول قطعة في السياق التراتبي لموضوعات الديوان بلا عنوان، كان من الأهمية بمكان لو أن الاستهلال جاء معنوناً كونه يعد الانطباع الأول للقارئ.*
*في ( أتأبّط الغيم ) كونها من افتتاحيات الديوان جانب فني يتجسد في غريق مشاء يشفه ويشقه عطشه، لكنه يحاول عبثاً متبصراً نفسه يحاول صراعه للوصول نحو دوح أكمامه مجزأة الوصال فقط لأن الماء* ( يبقى ملتبساً/ يحلم بالضباب )
*والمعنى فيه تجسيد لمحسوس تمت المحاولة بذكاء عبر نقله نحو سياق على معنويته "ملتبساً" إلا أنه اكتسب صفته مضافة لقيمة حقيقة تتمثل بفعل الالتباس.*
**وعلى غير العادة في الاستخدامات الشائعة والدارجة لبعض الصور الأدبية المستخدمة في صناعة العناوين تناقض عنفوان سياقها المعنون كما في ( باستقامة ردتك ) وبلغة غير معهودة تستخدم فيها جرأة الطرح إلى مديات بعيدة تحاول بها استفزاز القارئ وشد انتباهه من تلابيبه وحتى أبعد نقطة تركيز متوقدة في ذهنه وفكره.*
*القطعة تمثل في واقعها تناقضات على مسرح الذات وواقع التصنع يتفلت مع سبق إصرار وترصد من الكاتب بجرأة في التناول، ورغبة في الحديث عن واقع تصل به ابنة فؤاد نحو مدارب المجتمع، وتتسربل به كأسلوب فيه من الجنوح الجريء ما تصل به للقول عن واقع تتكلفه بعض النفوس وتتصنعه:*
*(باستقامة ردتك تخلع الأسرة ملابسها الداخلية/ وشهوة في ذروة انعتاقها/ وكذب جد صادق/ أحتاجك/ بتلك النكهة المغلفة لحبّات البن/ تحتاج إلى سحق ما بين نهد وفخذ/ لتعلن استقامة ردتك) وكما هو ظاهر بما لا يخفى على قارئ عابر فضلا عن متلقٍ متأمل.*
*العجيب بأن لغة عنفوان على جرأتها في أغلب قطعها تجد في أسلوبها الأدائي والكتابي ما يشبه الحديث المباح في مجتمع درج على غيره من الشيوع والذيوع لدى أكثر الكتاب الذين يحاولون البروز والظهور وتقديم أنفسهم بمثل هذه اللغة الجريئة، فقط يحجمون حين يجولون بعقولهم على عقول المجتمعات العربية، لكن عنفوان لا تحدها الحدود في تناولاتها حدا تقول فيه ( سحقاً ما بين نهد وفخذ ) وإن جاء حديثها هذا بأسلوب تستخدم له التورية، لكنه في نهاية المطاف تعرف الكاتبة عن القارئ كما يعرف عنها بأن فهم ذلك لن يخرج السياق الفهمي والتلقي للإطار العام للمعنى من معناه المتداول والشائع.*

بوح سريالي...*

*القطع في مجملها بوح سريالي فسيفسائي تتراوح لغته في علوها وانخفاضها بحسب الأداء السياقي الذي تدفقه طبيعة الموضوعات المسبور غورها بتكنيك أسلوبي على غير العادة يأتي جريئاً هذه المرة تحاول فيه بنت الجزائر تحريك وجدان المتلقي، واستنطاق هدوء الماء المرجوم بأحجار تسعى لاستثارته من مكامن قعره.*
*وهي بذلك تبذل جهدها الكتابي تعتصره لتوظيف الأساليب الجريئة في التناولات الأدائية النثرية والحرة التي عزف الكثير عنها من الشعراء والكتاب، فقط عند عنفوان ما يميزها أنها تأتي بملامح نسيجة وحدها كما في غودو يأكل أصابعه*.
**هذه المرة وبخلاف الكثير من التناولات النثرية وجدنا الضبط اللغوي وسلامة السياقات والأداء المهني في الرصف اللفظي وتعانقه باتساق مع المحيط وبيئته الداخلية والاختيار الحداثي للأسلوب يشي بأن الكاتب تبدو عليه ملامح ثقافة واسعة وصاحب حس وذوق أدبي رفيع.*
*وحقيقة فإن الجرأة غير المبتذلة في التناول، وكسر الحاجز الكتابي في الطرح على غير المعهود في كتابات رواد الثقافة للمجتمعات في الوسط العربي وبالخصوص التي يرتفع لديها منسوب المحافظة قلما تجدها بهذا الطغيان والعنفوان البادي في الأداء الفني لابنة فؤاد، وبتناول أَجِد يتلون وتتجدد فيه اللغة على نحو تستبيح فيه عقيرة الموؤد من أدبنا المعاصر الذي دأب أغلب كتابه على المعتاد من عدم الخوض في المثير المستفز أحياناً للتفكير.*
*تناولات قد يقال عنها ضرب من الجنون والشقاوة، ونوع من احتراف الصبوات بغية الإثارة واستثارة النفوس، ويقيني بأن جنوح الكاتبة لمثل هذه الأساليب، وعدولها عما سواه لاستفزاز القارئ عبر تحفيزه وصناعة مواطن اللذة والشعور بهكذا تناول لفظي وتركيبي للمعاني يعد استبطان لواجهة المؤدى الحقيقي لهذه النصوص.*

عنوان لا تتخلف عنه العناوين...*

*ويثيرني التساؤل عن العنوان (غودو يأكلُ أصابعه) كيف انقدح في وجدان صاحبه وتوصل له ليصدر ديوانه.*
*جدير بالذكر أن مضامين الديوان في كثير من شواهده التي تحمل طابع العمق والسياق المعقد في فهمه تشبه غودو، هذا العنوان الذي يعد امتداداً للجانب الأسطوري والتأويلي الذي رافق هذه الشخصية التي جسدها في انتظاره كاتب ايرلندا الذي قدمها في حضرة رجلين ينتظران هذا الأخير الذي دارت حوله كثير من الأساطير كشخصية غامضة أثيرت حولها كثير من الحبكات القصصية بجانب تحليلي جدلي حول المعنى المبطن لأحداث تواجد فيها غودو.*
*وعنفوان إن كان مقصودها في غودو هذا الذي ذهبنا إليه فهي تحاول الامتداد وتجسير لغتها بذلك الجانب الأسطوري في توجهه، والعميق في تناوله مع إصباغ شيء من الغموض المقصود والموجه الذي قد يتحدد في عملية التلقي وتشكله على ضوء ذلك، وقد يتوارى في وجدان الشاعر، وهذا الذي سنجده في كثير من القطع الفنية بثنايا هذا الديوان الذي ناسبت موضوعاته روح غودو، وخالفته في بعض المضامين التي أوجدت فجوة ظاهرة وواضحة ما بينها وروح غودو، فقط ذهاب عنفوان عن المحور الرئيس والتفاتتها للجانب الذي اقتحمته بأسلوبها المحفز جرأة دون ابتذال.*
*ففي حصرنا لهذا النوع من السياقات الجريئة لنجد قطعة فنية خالية منها إلا فيما ندر وبمستويات.*
*( تحتاج إلى سحق ما بين نهد وفخذ/ وسادات، وعناق ساق لساق/ حتى تخلع الأسرة عنها / ملابسها الداخلية/ تدحرج السؤال من بين ساقي/ أضغط على زر العناق/ تلبسني وألبسك/ بين نهد ونهد/ تسقط الدنيا بتقاطع ركبتينا/ يجهز قائمة القبل/ قبلتك أكبر من فم الحزن/ صحنك فوق صدري/ وقضيبك بدل أنفي/ لتفتحت أزرار حضني قبل سؤالك/ العدالة أن أقبل حبيبي/ وسياقات كثيرة.......)*

*العجيب أن مواطن الجرأة في السياق النصي والكتابي تنفتح لديها المعاني وتنبسط لغتها بأسلوب ذريع يمكن القدرة لدى المتلقي في تخيلاته الخصبة، وهذا يحسب لابنة فؤاد قدرتها للوصول لذهن المتلقي على لغتها صعبة المراس، وأسلوبها العميق الذي يستحيل فهمه في كثير من مواضع الديوان مثل قولها:*
*( أنت آخر قبلة نسيها الله/ العدالة أن أختار توقيت ركل رحم الحياة، حسب مزاجي، لا حسب أجندة الملائكة/ أمام دهشة كل الشرائع المدانة - وهذا سياق طبعاً قد يرفض من البعض تحت مبرر الخوض في أمور لا ينبغي الخوض فيها بالاستناد لثوابت ديننا/ وكثير من هذه السياقات....)*
*والسؤال الطبيعي الذي تسأله العفوية والتلقائية التي تستثيرها مثل هذه التناولات:
*كيف استطاعت عنفوان تمرير مثل هذا النوع من الألوان الأدبية على مجتمعها والمجتمعات العربية الأخرى،
هل هو ذكاء الكاتب في تغليف أدبه بأسلوب ماتع، أم روح التفنن والأدبية الطاغية هذا يترك للقارئ للحكم عليه.
*وحقيقة فالواقع يحيلنا إلى مدى ارتباط المضمون النصي مع عنوان الديوان (غودو يأكل أصابعه) فلعنفوان استخدامات مركبة في غاية الروعة جاءت ببناءات محكمة مثل: عنوان - أنت المقيم بي - الذي أُعده صورة زاهية الألوان لهذا الجانب المعتبر في نصوصها.*
*وهناك استخدامات برأيي لم تكن موفقة فيها للجهد المبذول والعويص في تخيلها دون الوصول إليه من مثل: سيف الغرام يشقني " وشيء منها في بعض مواضع الديوان...

ممارسة النثر في إطاره النهضوي ...*

*أجد الكتابات الأدبية في منتهى الجمال والرصانة والعمق حين يراعي المتلقي فيها، وعليه فالأدب ليس حكراً على أحد بحيث يولد المرء أديباً، بل تنمية كثرة المران والدربه، كما أنه ليس بالضرورة قوالب جميلة الشكل وعبارات منمقة النظم موسيقية الجرس، بل هو برأيي إحساس قبل كل شيء، وانفعال لحظي داهم وجامح مع حدث أو فكرة، يعبر كاتب عن نفسه بعفوية وتدفق سلس من خلال حرفه، ولا يهم بعد ذلك ماذا نسميه أكان شعراً أم نثراً أم نظماً، مع ملاحظة أنه قد يخلق بصيغته تلك صدىً وأثراً كبيراً عند المتلقي أكثر مما يفعله الشعر المكتوب بالمسطرة والميزان وهذا هو المهم.*
*مثل هذا السياق بدا جلياً في عناوين النصوص التي جاءت أقرب إلى الشاعرية من المضامين لتميز النصوص بإبحارها عبر مجاديف لغة تحاول الشاعرة سبر أغوار الذات في رحاب غودو الذي يشحن أجواء الكتابة بالصخب الجميل الذي ينتج متعة للحظات يميزها ذلك الدفق الذاتي في الكلام الكتابي
من مثل:
*( أتأبط الغيم/ استقامة ردتك تخلع الأسرة سراويلها الداخلية/ أدحرج رأس الشِعر/ جثة زرقاء/ أعد طقطقة عظام القلب/ على سبورة الله أكتبك قصيدة/ رأسي المضطرب بك/ ماذا لو كنت اسماً لقبري/ أركض في قلبك/ لست بحجم حبة كرز ولا بطيش الزر/ أنا وحبيبتي في المقهى/ أنسحب لأكمل موتي/ أنت المقيم البعيد بي/العدالة/ اشتقت إليك بحجم آخر كتاب قرأته/ لا هامش أقف عليه/ صوت دخان أبيض/ كل شيء كان سريعاً كقُبلتك/ أغلقت لأجلك هواتف العالم/ أكنس رئتك من شخير العالم/ خمرة دم/ مطارق ماء/ أنا اليد التي أيقظت جثتي/ قبلة الأوكسجين/ يحدث أن/ ثلاث عشرة رسالة/ مستوحشة كذئبة/ جيفة قمر/ كعب ضحكة مضيفة الطائرة/ كلما/ بإمكانك/ اذكرني/ مسمار الأرق/
ع- م " تكنيك أسلوبي مبدع" / ورطة لذيذة/ نبتة السؤال/ ذبابة ترى بعين جثة/ جنين القلب/ العالم يحتفظ بحذائه/ ابتسمي، سيضعون على الشاهد الصورة/ رحلة من الدرجة الصفر/ الشمس سحاب في بنطلون السماء/ على متن قطار اللسان/ للقلب سيرة وضفيرة/ مقص القابلة/ في حنجرة القصيدة/ هوامش الساق الميتة/ الموت بجرعة شِعر ناقصة/ بدلا من إسقاط عقيدة الوحدة/ في أوقات الفراغ أزيل الدهن عن القمر/ القفز من بويضة فاسدة/ قصيدة بأصبع واحدة/ منشار العادة الشهرية/ غودو يأكل أصابعه/ إلى...)
وعليه فالأدب هو صوغ إحساس بمفردات يجيد الكاتب صناعتها بطريقته التي تعكس ثقافته ومخزونه الفكري.

* مروان المخلافي
اليمن - تعز.




عنفوان فؤاد.jpg
أعلى