عبد الحميد باحوص - حب الوطن،لا الوثن..

نكبرويكبر حب الوطن فينا، ولن يظل تلك الجغرافيا الصغيرة المحدودة بحدودها المرسومة، ولا ذالك التاريخ المحدود بأزمنته الماضي والحاضر والمستقبل.
انما يتجاوز ذالك حين ندرك أننا في تشكل وتحول دائمين وعينا بذالك أم لم نع نظرا للتغيرات والتطورات التي تحدث من حولنا بوتيرة متسارعة وفي جميع المجالات ومن ثمة يفرض أخذ هذا كله بعين الاعتبار بكثير من الإنتباه والتاني والتبصر عند النظر إلى ذالك الحب الكبير للوطن وهو يكبر فينا ونحن نتقدم في العمر.
وحين يكبر حب الوطن فينا فإنه يكبر باحلامنا التي تحققت ولو كانت صغيرة او التي لم تتحقق بعد.
وفي كل الأوطان، الأحلام في ما لم تتحقق بعد.
ومهما كبر حب الوطن فينا، فإن الأحلام تظل أكبر منه إذ لايسعه استيعابها وتحملها، إضافة انها تتضاعف كالسيل العظيم يوما عن يوم ان لم نقل ثانية بثانية.
ومع ذالك نستمر في الإيمان بها وحملها معنا، داخلنا في حلنا وترحالنا.
ولكل وطن احلامه، فالوطن الذي يحلم ان يسكن في كوكب المريخ ليس هو الوطن الذي يصارع من أجل الخبز وان يجد سكنا لائقا لمواطنيه وحجرة دراسية لأطفاله في سن التمدرس وتطبيبا في المستوى عندما يعتل جسم إنسانه...
وليس معنى ذللك ان الذي يحلم ان يسكن في كوكب المريخ قد لبى كل ما يحتاجه مواطنون على الارض،
ولكن معناه ان هناك درجة ومستوى عال من الحلم قد وصل إليه ذالك الوطن وهو كبداية لمزيد من الحلم
المؤسس على العقل والعمل الاستراتيجي الفعال.
والاوطان التي تؤمن بالأحلام اي بالمستقبل قد بدأت صغيرة ويوما عن يوم كبرت أحلامها للوصول إلى المستوى المأمول الذي يريد مسؤولوه ان يبقى في الأعلى أو أن لا يتراجع عن المراتب الاولى...

***

نكبر ويكبر حب الوطن فينا
حيث
يكبر القزم فيه
تكبر جدرانه
تكبر احجاره
تكبر سجونه
تكبر عيونه التي تنام
والتي لا تنام
يكبر غشاشوه
يكبر مزيفوه
يكبر مضاربوه
يكبر فقراؤه
يكبر مشردوه
يكبر منافقوه
يكبرمداهنوه
يكبر محاربوه
يكبر ويكبر...

***

نكبر ويكبر حب الوطن فينا، لا الوثن وسوف نظل نحمل هذا الحب الى ما لا نهاية..

عبدالحميد باحوص
دروموندفيل/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى