ماجد سليمان - سِفْرُ الرَّغبة.. شعر

صَوتٌ تهُدهدُهُ الطفولةُ أم تبُللهُ القُبلْ
ورَغيفُ حَرفي سَاخنٌ وَجِياعُ عشقي تقتتلْ

شمسَ المآتم رَممي قلباً تآكلَ صَمتهُ
يا من مررتِ بحرف موتي فوق سطرٍ من زجلْ

هاتي نشيد الوصل أو في عتمة البُعد امكثي
فحكايتي قد مُزِّقت من تحت أثواب الأملْ

مُوري ببحر الدمع يا مَن لا يُضَاجعُها الكَرَى
ثم انكئي جُرحي على معزوفةٍ لم تكتملْ

وتناثري من بين أخشاب التوابيت التي
جَمَعت بظلمتها تباريح الجنائز في عَجَلْ

صَوتي عُواءٌ أجربٌ يمتدُّ في بيدِ البِلى
فأنا وريثٌ لليباسِ بكل يأسٍ أغتسلْ

وَحدي أخُطُّ بعودِ عَوشَزةٍ تُرابَ مآتمي
وعلى قِباب كَنيسة الأحلام ينفثني المللْ

تعويذةُ النسيان بين شِفاهنا مَرعُوشةٌ
شعري نبيذٌ أزرقٌ وأنا المساقي والثملْ

فنبوءةُ الأحزان نحنُ مُبشَّرَانِ بوحيها
يا ليلةً حُبلى بميعادِ التَعَثُّر والكللْ

حُبٌّ طريدٌ نافرٌ باتت تُبدِّدهُ الرُؤى
وَفُتاتُ حلمٍ يَابسٍ وَضِياءُ صَبرٍ قد ضَؤلْ

لحنٌ طريٌّ ذائبٌ قد شَحَّ فيهِ العَازفُ
لو أنَّ روح الصَبِّ تُتلفها النوائبُ والعللْ

نُمسي نُعاقر حُزننا الملتفَّ حَولَ مَبيتنا
نَرجي لُعَابَ الأمنيات إلى مواجعنا يصلْ

سَلَبَ المُحالُ بكَارة الآمال غدراً / خِلسةً
ورمال جَفني صَدَّ وبل النوم عنها وارتحلْ

لستِ بمائسةٍ يُباغَتُ نَهدُها وقوَامُها
أو حسنُ فاتنةٍ يَلوكُ غَرَامَها فَكُّ الزللْ

يهذي بعفَّتها زُنُاةُ الأرض كل صبيحةٍ
رجزٌ جماعيٌّ لمخمورين ارتجزوا الأجلْ

أنتِ صَباحُ الطُهر فَاضَ عَلَى بحارِ خطيئتي
أنتِ التي مَنْ وَضَّأت قلبي بأنسام الأملْ

أنتِ التي من فَتَّشت أضلاعي تبحثُ مُهجتي
فمضيتُ اكسو كل نحرٍ للمحبَّةِ بالحُلَلْ

هيا ازرعي ليل الأزقةِ بانكسارات الجَوَى
لأمدَّ فنِجان الرحيل إلى زمانٍ مضمحلْ

أرض الضلوع تَدُكُّها قُطعانُ خَيبةِ ظَننا
ورُفَاتُ قلبي لا يُهدهدُهُ التَوَجُّدُ والقُبلْ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماجد سليمان، أديب سعودي،
صدر له حتى الآن أكثر من 19 عملاً أدبياً
تنوَّعت بين الشعر والرواية والمسرحية والقصة وأدب الطفل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى