محمد الشحات - عادوا… وما عاد أخي.. شعر:

عادوا..
لكنْ ما عادَ أخي
كانَ الحزنُ
يغلِّفُ أصواتَ النَّسوة،
أعينِ والدنا
مازالتْ تبحثُ
وابيضتْ
وأخي لا يملكُ ثوبًا
كي يرتدَّ النُّورُ إليهِ
فحملتُ على عجَلٍ
ما كانَ يخبئهُ في سترتهِ
قطعةَ طينٍ
مازالَ يدبُّ بها
أصواتُ الأطفالِ
بساعاتِ اللَّهوِ
ومَنْ عادوا
تركوا
خلفَ الأسوارِ مواجعهم
وأتوا
كي يمتلئوا
مِنْ رائحةِ البيتِ ومِنْ كُلِّ بيوتٍ
مازالتْ تحملُ فرحتها
بغدٍ قدْ لا يأتي
كنتُ أحاولُ ألا أنزفَ وجعًا
وأنا أهربُ مِنْ أسئلةِ الأطفالِ
لماذا يرجعُ كُلُّ الأبناء بأكفانٍ
وينامونَ وراءَ بيوتٍ
لا نعرف قصتهم
كنتُ أحاولُ أن أنجوَ
مِنْ وجعٍ وفراقٍ
مِنْ أعينِ والدنا ال مازالتْ تبحثُ
عنْ نافذةٍ تسكنها
كي تتلمَّسَ وقْعَ قدومِ الأبناءِ
إذا ما عادوا
وأنا لا أعرفُ كيفَ أخبِّئُ
ما كانَ يزاحمني
وأنا أبحثُ في ذاكرتي
عنْ وطنٍ
همتُ به
ما هامَ بنا
فتركتُ الأعينَ
تبحثُ في ذاكرةِ الأيامِ
رحلتُ أفتِّشُ عَنْ وجهِ بلادٍ
أعشقها
وأخي أعينه
كانت ترقب من مرقدها
وأنا مازلتُ أحاولُ أن أتحسَّسَ
وجهَ أخي
وأشمَّ روائحهُ
حتَّى حينَ أغادرُ
أذكرهُ
أو أكتبَ قصَّتهُ
لفتيِّ
رحلَ هناكَ وحيدًا
وهْوَ يحاولُ أنْ يتلمَّسَ
وجهَ بلادي.


حدائق القبة 9 نوفمبر 2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى