عبدالله فراجي - اللغة والأدب وإشكالية التصنيف..

من نافلة القول التي لا تقبل جدلا بحكم منطق الأمور، وواقعية الأحداث، أن نعتبر الأدب المغربي في عموميته، هو كل ما كتب من طرف مبدعين مغاربة عبر الأجيال والعصور، بلغات وخطابات مختلفة. وليس مقبولا أن تأخذ نظرة الإقصاء خارج نطاق ومنطوق اللغة العربية، كل ما تراكم من كتابات لمبدعين مغاربة بغير العربية على مر العصور.
التصنيف يحيل غالبا على تقطيع تعسفي يتم على ظاهرة ممتدة، ولا حدود لها، مثل ظاهرة الأدب والإبداع. وإذا قام هذا التصنيف على اعتبار وسيلة الخطاب وحامله اللساني، محددا حاسما في رسم أواليات تحديد الانتماء، فذلك لا معنى له سوى معنى حضور أحد أمرين: إما قصور في فهم وموضعة محددات وشروط الانتماء، وإما قصد مسبق باسم عصبية ما، أو تشدد عنصري ما، من خارج أي قراءة موضوعية لسيرورة الأدب وتطوره.
يندرج هذا التحليل في إطار رفض كل تصنيف ينبني على عنصر اللغة، ويعتبره تصنيفا ناقصا.
طبعا، يتحدث الكثيرون عن الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية، وهذا تمييزا له عن المكتوب بالعربية الفصحى، أو المكتوب بالدارجة المغربية، وأيضا عن ذلك المكتوب باللغة الأمازيغية.
وفي هذا السياق، يكفي أن ننتبه إلى عديد الكتب المنشورة سنويا، وإلى محتويات الأوراق والبرامج التي تقدمها الملتقيات والأماسي الأدبية والشعرية والسردية في العشرية الأخيرة بالخصوص، في تلاق مع انتعاشة قوية وسريعة حدثت في الكتابة والإبداع بشكل عام. إن سياقاتها ومجرياتها تعطيها تصورا واضحا عن كل أصناف الأدب التي يبدعها الأدباء والمفكرون، بما فيها صنف الأدب المكتوب باللغة الفرنسية.
وخلاصة هذا أن الأدب يصنف أولا بما أبدع فيه وليس على معيار وسيلة اللغة الحاملة لمحتوياته الإبداعية، وثانيا بعيدا عن الارتباط المباشر بالثقافة واللغة المهيمنتين في المجتمع.




* المصدر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى