رضا أحمد - ما لم أكن أخطئ في إحصاء هزائمي.. شعر

وأنا على وشك الوقوع في حبك
جربت قسمة ظلي على اثنين،
ألزمت قلبي
يراقبك جيدًا؛
ربطته في شجرة تطل على شباكك،
افتعلت مشاجرة طويلة مع حارس بنايتك
كي يبعد عنه كلبًا
ينهش في جريدته المثقوبة
وعصابته العوراء.
وأنا على وشك الوقوع في حبك
رميت طوق سيارة إلى غيمة،
تغرق في السماء،
وتبكي فوق رأسي لأنقذها،
نسيت أن أفلت الحبل
وأجري؛
تركنا الخوف سويًا بلا مأوى،
ولم أسقط للأسف
فوق بيتك.
وأنا على وشك الوقوع في حبك
فتحت ذاكرتي
لأقرأ قصصًا حزينة لأطفالي،
ربيتُ أظافري،
خربشتُ سريريَ الباردَ،
ونجوت بمعطفي من بيت يحترق،
احتضنتني جارتنا وهي تضحك
ورائحتك تنفلت إليّ من جسدها.
وأنا على وشك الوقوع في حبك
ارتكبت جريمة لا أعرف كيف تنتهي؛
رقصتُ بكعبٍ عالٍ
فوق حافة رصيف المترو،
القطار قادم
ورأسي يتقافز هلعًا
ليقرأ جريدة تحمل نبأ وفاتك.
وأنا على وشك الوقوع في حبك
نمتُ عارية تمامًا،
رأيت صورًا كثيرةً تطير من المرآة
لرجل يسير حافيًا إلى المغطس
ويشير لطيفي يتبعه؛
بعين حجريةٍ
أقطع ُ أصابعه
ودموعي تسقط ببطء في حوض الغسيل.
وأنا على وشك الوقوع في حبك
أفرغتٌ أنفاسي في “القُلَلِ” الفارغة،
لتبقي باردة؛
المرء منا
لا يعلم كيف سيكون حال رئته
حين يصرخ في الشارع:
أحبُّ هذا الرجلَ،
هو السببُ في سقوطي المتكرر
من الشرفة
وعودتي مرتبكة إلى ديدان قبري الجوعى.

رضا أحمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى