على حزين - اللصوص في بلادي..

اللصوص في بلادي كثيرون
يسرقون كل شيء
ولا يستحون
تراهم في الصباح ، وفي المساء
وفي كل وقت وحين
يتغايرون كتغاير الليل والنهار
ويتعاقبون علينا كتعاقب الفصول
ويتوالدون كالديدان
وكالروتين
وربما رأيتهم يصلّون
وهم راكعون ، ساجدون
*
اللصوص في بلادي لا يزالون
يسرقون كل شيء ,
ولا يزالون
يسرقون الشمس، والقمر
والعشب ، والكلأ ، والماء، والهواء
يسرقون المطر من السماء
يسرقون القوت من الفقراء
والابتسامة من الوجوه
والكساء، والدواء
وأحلام البسطاء
بلا رادع من حياء
*
اللصوص الفاسدون المفسدون
تراهم على كل شكل ولون
كالحرابي يتلونون
مرتشون ، مزورون ، مختلسون
لا يخافون الله ، ولا يتورعون
يأكلون السحت ملء البطون
يسكنون القصور فارهين
وتراهم في العِشاء وهم سامدون
يضحكون , ويغنون , ويرقصون
وهم فرحون بهزِّ البطون
*
في بلادي الطيبة المؤمنة
المتوضئة بالندى، والنور
والربيع الأخضر الحر
اللصوص فيها كبار، كبار
يسرقون كل شيء باقتدار
يسرقون الأفكار
والعطر من الأزهار
وبيوت العصافير
وضوء القمر ...
" والفجر"...
" والصبح إذا أسفر"..
*
اللصوص الأشرار
يسطون على ضوء النهار
يسرقون رمال الشُطُآن
والمحار من البحار
يسرقون الصغار, والكبار
ويقطعون الأشجار
ويتاجرون في الجنس
والمخدرات ،
والأطفال الصغار
*
اللصوص الأشرار
يسرقون كل شيء في وضح النهار
ويفسدون في الأرض, ولا يصلحون
يقتلعون أشجار البرتقال
والزيتون ،
وأشجار النخيل , والليمون ،
والكحل من العين
ولا يتورعون , ولا يستحون
*
في بلادي التي تئن من القهر
منذ قرون
بلادي التي تحتضر
تحت المطر
ومازالت تنتظر الجودي
وحقها في الحياء
اللصوص فيها كُثر
سرقوا , ولا يزالون يسرقون
كل شيء
وينهبون خزائن الأرض
والمضحك المبكي
يحضون على طعام المسكين
يا حمرة الحياء
*
فطوبى للفقراء خُمصْ البطون ,
طوبى للغرباء الطيبون
طوبى للضعفاء المساكين
للّاجئين ــ في كل مكان ــ المشردين
المقهورين , المهجرين ,
طوبى للمخلِصين
الشرفاء المخلَصون
ولمن سكنوا خيام الإيواء
لمن فرشوا العراء
توسدوا الأرضَ , والتحفوا السماء
لمن تاهوا في الأرض سنين
بلا وطن
وللباحثين عن الوطن
في العراء
في زمنٍ ماتت فيه حمرة الحياء
والذين ماتوا قرون اًتحت القهر
والرازحين في البرّ , والبحر
النازحين من الظلم
وتحت أنقاض السكن
نائمون , ميتون
إلي كل هؤلاء وغيرهم ,
أنا أعتذر , أعتذر



على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر
تمت 27 / 7 / 2019 يوم السبت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى