جعفر الديري - "بين أخلاقيات العرب وذهنيات الغرب" دراسات انثروبولوجية للباحث المغربي د.إبراهيم بوتشيش

كتب – جعفر الديري

ابراهيم القادري بوتشيش هو أستاذ التاريخ بكلية الآداب بمكناس ورئيس وحدة البحث في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي بها، والمنسق العام للمجموعة المغاربية للدراسات التاريخية، وهو عضو في عدة هيئات ثقافية ومنها اتحاد المؤرخين العرب، الجمعية التاريخية السعودية والجمعية الدولية للمؤرخين الاقتصاديين.
وهو أحد الأسماء المعروفة والمشهود لها بالحضور الغني والمؤثر في حقل التاريخ الاجتماعي وذهنيات الثقافة من خلال دراساته التي أتحف بها المكتبة العربية.
يعد بوتشيش من أوائل من بحثوا في تاريخ المهمشين في تاريخ المغرب في الأندلس فكان من أوائل من كتبو عن الأيتام والأجراء والبوابين والبطالين في كتبه "اضاءات حول تراث الغرب الاسلامي وتاريخه الاقتصادي الاجتماعي"، "مباحث في التاريخ الاجتماعي للمغرب والأندلس خلال عصر المرابطين" و"تاريخ الغرب الاسلامي: قراءات في بعض قضايا المجتمع والحضارة". كما أنه يعد من أوائل من درسوا تأثير العولمة في مستقبل الكتابة التاريخية.

أما كتابة "بين أخلاقيات العرب وذهنيات الغرب" الصادر عن رؤية للنشر والتوزيع 2005، فيضم مجموعة من الدراسات قدمها في مؤتمرات علمية في الوطن العربي وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية وتدور في نطاق حقل الذهنيات وتتعلق موضوعاتها بوقائع وأحداث تاريخية وقعت بين المسلمين والغرب.

عالج بوتشيش في كتابه عددا من القضايا الهامة في مجال الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية منها طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الشرق والغرب الناجمة عن الوجود الصليبي في بلاد الشام ومنها مسألة التواصل الحضاري بين العرب والهندوس وما نجم عنها من نتائج ايجابية أفادت الحضارة الانسانية.

حاول بوتشيش في كتابه معرفة نتائج الاتصال بين المسلمين والغرب خلال الوقائع والأحداث التاريخية التي وقعت بينهما وقد استطاع أن يخرج بالجديد من خلال هذا التعاون أو التنافر بين ثقافتين متغايرتين كانت العقيدة الدينية المقوم الرئيسي في تشكلهما، الى جانب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي لعبت دورا مهما في صياغتها.

اعتمدت نتائج البحث على حقائق التاريخ والشواهد والمأثورات الذهنية والثقافية والتي استندت على المنهج الأنثروبولوجي، والمنهج المادي التاريخي في التحليل والـتأويل والتعليل فضلا عن الاحتكام الى الجغرافيا البشرية والى الحراك الاجتماعي وتصويب الكثير من الرؤى الاستشراقية الخاطئة في النظرة الى الاسلام والمسلمين، وكانت موفقة حيث استنتج المؤلف أن هناك مجالا رحبا للتعايش والتعاون والتواصل بين المسلمين والغرب على رغم الاختلاف العقائدي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى