جعفر الديري - علي سيار: صحافة البحرين مرت بثلاث حقب

كتب – جعفر الديري

قال الرائد الصحافي البحريني علي سيار ان الصحافة في البحرين مرت بثلاث حقب تاريخية تميزت كل منها عن الأخرى بظروفها وخصوصيتها وقرائها ومثقفيها.
وأضاف سيار في محاضرته بملتقى الجزيرة الثقافي في العاصمة المنامة، السبت 17 آبريل نيسان 2004: قام عبدالله الزايد في حقبة التأسيس، بمغامرة كبيرة باصدار صحيفة البحرين، و لم يكن يملك وقتها مقومات هذا الاصدار، لكنه غامر فاشترى مطبعة من العراق وكانت أول مطبعة في البحرين ومنها أصدر صحيفة البحرين، لكن عمل الصحافة وقتها كان شاقا، ويصعب على كل شخص مزاولة الطباعة نظرا لما يكلفه ذلك من جمع وصف للحروف حتى تتكون الجملة الصحافية، لكن الزايد استطاع تدريب مجموعة من البحرينيين في العراق وأوكل اليهم طباعة الصحيفة من الألف الى الياء، وخرجت هذه الصحيفة مع بداية نشوب الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي ألقى بظلاله على الصحيفة، مما جعلها تمثل تلك الحقبة بكل تفاصيلها وتبعاتها.
ولفت سيار إلى "المغالطة الكبيرة التي لحقت بصحيفة البحرين وصاحبها الزايد، اذ قيل أنه كان مؤيدا لدول الحلفاء ضد دول المحور، فهو يكتب افتتاحيات الصحيفة ممجدا في القوات البريطانية، بينما الحقيقة أن الزايد كان يتعرض لضغوط شديدة ولم يكن بمقدوره رفض الأوامر.
أما الحقبة الثانية فكانت بحسب سيار، امتداد لحقبة الزايد، "نجد هنا الأمور وقد اختلفت اذ نجد كتابا ومحررين ومطابع وكان الشارع البحريني قد اغتنى بمثقفيه، فقد رجع الكثير من المثقفين من الخارج وكذلك الطلبة تخرجوا من المدارس واستطاعوا تكوين قاعدة شعبية مثقفة، فالحركة التعليمية التي بدأت في البحرين منذ عام 1919 مع افتتاح مدرسة الهداية الخليفية الثانوية آتت أكلها. لذلك وجدنا صحفا أخرى تظهر كصوت البحرين، والخميلة التي كانت تعنى بالفن والأخبار الخفيفة، والقافلة التي شكلت نقلة صحافية نوعية لأنها خرجت من الأسلوب البدائي ووجدت أمامها المطابع والقراء، وكانت معبرة عن تطلعات وأحلام جيلها وكانت لها خصوصيتها القومية حيث تزامنت مع ثورة يوليو 1952 بقيادة جمال عبدالناصر، وكان من الطبيعي أن تصدم بالسلطة الانجليزية، مما حدى بالمستشار البريطاني تشارلز بلجرف لايقافها، الأمر الذي ولد ضغطا من قبل الحركة الوطنية لاعادتها، وبعد جهد جهيد عادت للصدور لكن تحت شروط ثلاثة؛ أن يتخلى رئيس التحرير وقتها عن تحريرها، أن يغير اسمها وأن تمر من تحت الرقيب ، وصدرت من جديد تحت اسم (الوطن).
وواصل سيار: أما المرحلة الثالثة فبدأت بصدور صحيفة الأضواء للمرحوم محمود المردي ثم صدى الأسبوع، وكانت مرحلة متقدمة تجمعت فيها مجموعة من العوامل المهمة لنجاح الصحافة، هيأت الظروف لوقوف الصحافة مرفوعة الرأس.
  • Like
التفاعلات: خيرة جليل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى