السيد فرج الشقوير - الحُزنُ لا يحتاج سبباً للحضور.. شعر

أحياناً وأنتَ تأكلُ..
في منتصَفِ الساندويتش تماما
تعتريك دمعة قد نَسيتَها عند أحدِ الأقارب
رُبّما كان عليك أنْ تحزنَ وقتها
لكِنّك انشغلت بكوب العصير
أحياناً قبل سعالِك المُفَاجئ...
عند الإكتفاء من غبار المُوتُوسيكلات المسروقة
وهَزل الشباب الماسخ
ودُخَانَ البلاستيك
تعتريك مسحة كالوجيب...
كالقشعريرة اللّذيذة...
كلَذاذَةِ التّمَطي في لحاف شتاء...
وانت مصابٌ بالنّزلَةِ الشُّعَبِيّة
رُبّما كان عليك أن تُشفِقَ على شئ ما آنَ ذاك
وأحياناً...
في مُتصفِ العام الخامسِ مِنْ مَوتِ أبيك
وأنت في القضمَةِ الأخيرَةِ مِنْ حبَّةِ تِين..
فجأةً يَعتريك
ذلك الحُضنُ الأخير الذي منعكَ الأصدقاءُ...
وهم يُواسونك
وتلك القبلة على يديهِ وانت مشغولٌ بضغطِه المنخفض
ليتني تعلّمتُ أصولَ الحزن جيّداً
ليتنِي استَوفيتُ أوراقهُ كاملة
فلكُلِّ حُزنٍ نِصَاباً فِي اتّفَاقيةِ تقسيمِ الماء
وعَدداً موثّقاً بالشَّهْرِ العقاري...
منَ التّنَهُّدات
الحُزنُ كالدّائنين...
يأتيكَ بالدَّمعةِ النّاقِصة منْ أيّ حُزنٍ سابق
وأنت في منتصف البهجة... ربّما
وربّما في ثلاثةِ أرباع النُّكتة..
وقد يكون في الرّبعِ الأولِ منَ القهْقَهَة
بكمبيالاتِهِ القديمة...
وشيكِاتِهِ البَنْكِيِّةِ..
وشرطَة الحجز على الضّحِكَات


# السيد فرج الشقوير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى