زكريا الشيخ أحمد - أنا فقير حد التخمة.. شعر

أمام باب الجامع
اخرج قطعة النقد الورقية اليتيمة من جيبه ،
تأملها مليا ثم أحرقها و رماها على الأرض. .
في الطريق إلى البيت الذي يسكنه
رمى ما في جيبه من نقود معدنية بين أكياس قمامة متكدسة في إحدى الزوايا .
أمام البيت الذي يسكنه صادف المؤجر الغاضب
و أفهمه أن كل الأشياء جاهزة للنقل
و أنه قبيل غروب هذا اليوم سيسلمه البيت .
دخل البيت اخرج جميع الأشياء التي كانت في الداخل
و بحرص شديد بدأ بحرقها قطعة قطعة ،
كان ينظر للسماء و يبتسم مع كل قطعة ينتهي من حرقها .
لم تنفع كل توسلات أولاده و زوجته و الجيران
عن ثنيه في حرقها .
خلع حذائه المهترىء ، خلع قميصه الممزق ،
خلع بنطاله الباهت
ثم أحرقهم جميعا سلم مفتاح البيت لصاحبه
و عاد للجامع .
أمام باب الجامع إلتقى بالإمام
سلم عليه و هم بالدخول .
منعه الإمام قائلا : هل جننت يا رجل أتريد دخول بيت الله دون لباس؟
نظر للإمام مليا و قال له بغضب :
انا الآن فقير حد التخمة و لا أملك شيئا ،
لا أملك مالا لأشتري به ما ألبسه ،
لا أملك مالا لأدفع آجا ر بيت ،
لم أملك نقودا لادفعها لصاحب سيارة نقل الأشياء التي كنت أملكها ،
لا يمكنك منعي من دخول الجامع و الصلاة .
فإن الله يحبني أكثر من كل الناس
و انا لا اريد خسارة حب الله لي مطلقا
ألم تقل في خطبة اليوم إن الله يحب الفقراء ؟
فكيف تمنع من يحبه الله عن دخول بيته ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى