عادل الأسطة - والله يا أمي إني أكره الحرب..

أنا والأدب العبري :
أول رواية قرأتها ، من الأدب العبري ، كانت رواية الكاتب الاسرائيلي ( يغاال ليب ) من ترجمة لطفي مشعور ابن الناصرة . تاريخ الترجمة ليس مثبتا حتى أتأكد ، بالضبط ، متى قرأتها ، ولكن من المؤكد أن القراءة أنجزت في العام الذي ترجمت فيه بالضبط ، أي بداية 70 ق 20 .والطريف أنني لم أقرأ دراسات أو مقالات عنها في دراسات الدارسين العرب الذين تناولوا الأدب العبري .
في العام 1978 تعرفت إلى الدكتور شوكت زيد الكيلاني ، طبيب في وكالة الفوث حيث كنت معلما ، وغالبا ما كنت أتحدث معه في الأدب ، عدا أن مدير المنطقة المرحوم يوسف رضا والفاضلة لواحظ عبد الهادي والدكتور شوكت ، أقاموا في تلك الأيام صالونا أدبيا ، يناقش فيه الحضور ، من موظفي الوكالة ، كتابا محددا ، وكان الصالون ناجحا.
في أثناء لقاءاتي المتكررة مع الدكتور شوكت كنت أصغي إلى افتتانه بالأدب العبري ، فقد كان يقرؤه بالانجليزية ، ومنه عرفت عن ( ا. ب. يهوشع ) و ( عاموس عوز ) والرواية التي مازلت أذكر حديث د . شوكت عنها هي رواية ( يهوشع) " إزاء الغابات" ، وهي من الروايات التي أتى عليها الدارسون العرب ، عدا أنها نقلت ، لاحقا ، إلى العربية ، وهي رواية قرأتها بالألمانية ، وأنا أعد للدكتوراه في ألمانيا ، بل إن من تعلمت معه هناك العبرية اقترحها مدخلا لتعلم العبرية من خلالها ، وكان تعليم العبرية في جامعة ( بامبرغ) حديث النشأة ، بل إنني كنت من الدفعة الأولى التي تعلمت العبرية هناك - الآن نسيتها -
في ( بامبرغ) بدأت أفيد من المستشرقة ( انجليكا نويفرت) التي درست في الجامعة العبرية ما بين 1968 -1970 ، وكان زوجها ، وهو كارل،درس في الجامعة العبرية ما بين 1966 - 1970، وكان مهتما بالأدب العبري واللغة العبرية و( ؟ ).
طبعا لا أنسى أنني تعرفت على الأدب الصهيوني من خلال كتاب غسان كنفاني " في الأدب الصهيوني" ( 1966) حين أعادت دار الأسوار في عكا إصداره في 1979 ، وسأواصل ، وأنا في ألمانيا ، اقتناء الروايات التي درسها غسان كنفاني ، مثل رواية ( ليون اوريس) " اوكسودس" ورواية ( آرثر كوستلر ) " لصوص في الليل" ، بل وسأقتني ما تقع يدي عليه من أدب عبري ، مثل مؤلفات ( عوز ) و ( ا. ب.يهوشع) و( ديفيد غروسمان) ، مما لم يكن مترجما للعربية. هنا أشير إلى جهود المرحوم محمد حمزة غنايم في الترجمة وفي إصدار مجلة " مفجاش" - أي لقاء ، التي كانت تصدر باللغتين ؛ العربية والعبرية ، ومما ترجمه غنايم وقرأته بشغف رواية ( ا.ب. يهوشع) " العاشق"
. بالإضافة إلى جهود غنايم تجدر الإشارة إلى جهود المرحوم سلمان ناطور ، فقد ترجم العديد من الأعمال الأدبية العبرية ومنها " الزمن الاصفر" لــ ( غروسمان) ، وهو كتاب قرأته بالألمانية ، وأهديت نسختي منه إلى الطالب الألماني ( برنارد اوسياندر ).
لو كنت أتقنت العبرية لكنت غسان كنفاني الثاني في هذا الجانب ، أو لكنت مثل غنايم وانطون شلحت .
مات غنايم مبكرا ، وانصرف انطون للسياسة ، وللأسف لم أتقن العبرية.

17/6/2016


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى