محمد محضار - زمن الدم..

عبثا أحاول فهم نفسي ، عبثا أحاول الخوض في غمارات محيط ذاتي المتلاطم ، واستكشاف ملامح حقيقتي .
الغموض يصدمنني والالتباس البغيض يحولني إلى شخص يهذي بكلام دون سياق أو رابط مفيد .. شخصيات من الماضي السحيق تحاصرني وتشدني إلى زمن متشابك الخيوط.
نيرون تتألم الأنغام على أوتار قيثارثه وهو يتطلع إلى ذخان حرائق روما بانتشاء.. كاليجولا يصرخ ملء صوته وهو يمتطي صهوة جواده : " أنا سأحل محل الطاعون يأهل روما الأشقياء"، والحجاج يمتشق سيفه البتار وهو يصرخ : ، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى.
ما اشبه اليوم بالأمس ، الدم يسفك ، وغريزة التدمير تكبر لدى الطغاة في الماضي والحاضر ، والتاريخ اللئيم يمارس مكره بشكل ظاهر ومضمر ، وأنا بكل إحباطاتي وانكساراتي أمارس لعبة الكر والفرّ مع فلول الضياع والاغتراب ، وهي سمة تلازم الكثيرين من أمثالي

محمد محضار 2012

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى