علجية عيش - حان الوقت لنجمع بقايا الوطن..

لست متشائمة، و لكن أريد أن أقول أن مأساتنا هي أننا لم نفهم الحياة جيدا، كما أننا لم نفهم أنفسنا كما ينبغي، و لم نحدد مواقفنا بشكل صحيح من القضايا الراهنة، و قلنا أن الأرض هشة و متداعية، حتى لو فرضنا ذلك وجب أن يكون موقفنا صلب.. لست متشائمة، و لكن مأساتنا أننا نعيش في زمن لا يقدَّسُ فيه الإنسان..، زمن مخضب باللعنات، و الذي لعن هذه الأمة البائسة قد نجده الآن يرقد تحت التراب، و لو طلبنا النجدة من ألف كاهنٍ ، لما استطاع أحدهم أن يفك لغز بؤسنا.. أتعرفون السبب؟ ،
الجواب هو أننا تركنا عبادة الخالق، و رحنا نتبرك بالمخلوق، قفزنا على كل معتقد و دين و كل ما هو مقدس، و رحنا نعبد المادة، ، فأصبحنا ننظر إلى القيم بنظرة مادية، فتهنا بين مفترق الطرق، كم من الزمن نحتاج لنلملم الجراح؟ ، أم أننا نتركها تنزف و تنزف حتى النهاية، نهاية وجودنا طبعا، لأن الحياة تستمر، و سيأتي من يعمر الأرض من بعدنا ، جيلا يخلف جيلا، و مع كل جيل تتجدد الحياة، و يتجدد نبضها، لكن قبل الرحيل، نحن مطالبون بأن نعيد النظر فيما زرعناه، نعيد النظر في كل شيئ و لا نبقى مكتوفي الأيدي، حان الوقت لنجمع بقايا الوطن..
لست متشائمة، أنا و أنت قد نبني الـ: نحنُ..، بالصورة التي تليق بعظمة هذا الوطن ( الوطن الصغير أو الوطني الكبير)، بمعنى أننا نضع اليد في اليد و نقضي على الفردية، و الذاتية ، و نجعل قدوتنا أولئك الذين آمنوا بأن الحياة عطاء و تضحية، من أجل سعادة الآخر، فلنكن نحن الزّارعون، من هنا فقط ندرك سخافة الأشياء التي كانت نثير تخوفنا
علجية عيش
ملاحظة/ هذه خلفية كتابي الجديد بعنوان ضباب في الأفق و هو مجموعة مقالات و أعمدة جمعتها في كتاب أبحث عن دار نشر لطبعه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى