علجية عيش - جدار برلين.. هل كان خطوة لإحلال السلام والانفتاح والتعاون بين الشرق والغرب؟

في الذكرى الـ: 30 لسقوطه
----------------------------------------


لقد أصبح سقوط جدار برلين رمزا تاريخيا في ذاكرة شعوب أوروبا ، إلا أنه تحول إلى أسلوب في التعامل بين رجال السياسة و الأنظمة العربية الفاسدة و هي تمارس سياسة الإنقلاب و الإقصاء في تعاملها مع المعارضة، تم فيها إسقاط الهوية العربية و السيادة الوطنية للشعوب، و الدليل ما نشهده من حراك من أجل إسقاط النظام، و لنتساءل لماذا يا ترى فشل مشروع القومية العربية ؟ و لماذا فشل مشروع بناء المغرب العربي؟

يمثل جدار برلين أكثر الأعوام أهمية في تاريخ أوروبا، حيث يسترجع الألمان اليوم و غدا الذكرى الثلاثون (30) لسقوط الجدار المصادفة لـ: 09 نوفمبر 1989 ، اليوم الذي خرج فيه آلاف المواطنين الألمان إلى الشارع، ليقفوا على مشهد من الصعب نسيانه، كونه ظل منقوشا في ذاكرة الألمان الجماعية، بعد مقتل 140 شخصا، من ضمنهم 101 ألماني شرقي، الجدار الذي شيد في صيف1961 بشوارع العاصمة الألمانية من قبل سلطات جمهورية ألمانية الديمقراطية، يتكون من حواجز و خنادق وأبراج مراقبة، و كان تشييده بسبب ما لحق المانيا الشرقية من خسائر اقتصادية عندما هاجر أزيد من 02 مليون ألماني إلى الضفة الغربية، فكان بناؤه سببا في عزل برلين الشرقية عن برلين الغربية، وقفت على حادثة السقوط دول أوروبية كانت في حرب مع النازية و منها فرنسا، اين شد فرنسيون رحالهم للوقوف على الحادثة، باعتبار الجدار يمثل العنصر الأكثر رمزية في الحرب الباردة بين دول شرقية وغربية، كان الوصال بينها منقطع لمدة 28 عامًا ، كان السقوط سببا في إعادة توحيد الألمان عام 1990 ثم تأسيس الإتحاد الأوروبي .
نوفمبر 89 اليوم عند الألمان يمثل بمثابة وقفة تاريخية تشهد فيها الشعوب إعادة توحيد ألمانيا، تقول تقارير أنه قبل استقالته تم دعوة ميخائيل غورباتشوف، الأمين العام للحزب الشيوعي إلى برلين الشرقية للقيام برحلة العودة ، و قد تناولت جل الصحف الأجنبية و القنوات العالمية هذه الذكرى بالتحليل بمختلف الأساليب لإبراز أهمية الذكرى، كونها تعبر عن توحد الألمان و نهاية الحرب الباردة، و خطوة لإحلال السلام والانفتاح والتعاون بين الشرق والغرب، إلا أنه تحول إلى ورقة سياسية للأنظمة العربية الفاسدة و هي تمارس سياسة الإنقلاب و الإقصاء في تعاملها مع المعارضة، تم فيها إسقاط الهوية العربية و السيادة الوطنية للشعوب، و الدليل ما نشهده من حراك من أجل إسقاط النظام، و لنتساءل لماذا يا ترى فشل مشروع القومية العربية ؟ و لماذا فشل مشروع بناء المغرب العربي؟، ناهيك أنه يرمز للصراع بين الشعوب و الأنظمة، بين المثقف و السلطة، بين الأديان و الثقافات و الحضارات و أقبر الحوار وسط ركام من الحجارة و الأتربة المتساقطة.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى