محمد الدفراوي - حين يقابلك الحب _2_

لا أستطيع مع فقد الكتب وصف حجم ألمي ، و احمرار خدي و تيبس أطرافي ، أفقد السيطرة على كلماتي الملحمية ، انه لأمر رهيب ان أفقد حمى حب الكتب ، لم يكن أحد يفهم أو يتفهم ما أنا فيه من هيجان و فوران ، لا أحد يدعمني في مواجهة مخاوفي ، كطعنة خرقاء لا أبرأ منها ، هذا الشغف الملغز لم يبق لي صديقا لو باردا ، لا أحضر و لا أغيب ، لا أحتاج لأحد و لا يحتاجني أحد ، مخاطرة أن أحتقر كل أشباح التواصل ، فالكتب صاغتني من جديد و العالم من حولي ، غريب الأطوار لا أطاق ، وحيدا تراودني الكتب بعيدا ؛ فانثني ، أشرب جرعات صغيرة ، أتذوقها سطرا سطرا ، كل التعاليم جيدة و مفيدة ، يقودني مبدأ واحد ورغبة واحدة أن اقرأ كل شيء ، و لا أعود كما كنت ، تصير جزءا من تكويني ، و أحذر ابتلاع الكتب ، أمضغها جيدا ، فالكتب امامي متراكمة ، ما زلت أذكر اسماءها ، أصلي لها و أسجد في تحد/ي ملحمي محفوف باللذة ، ألتمس منها البركة و خللة الدورة الدموية ، فأنا بجوار الكتاب كتاب ، يدفعني إلي البكاء غير مرة ، تترك حياتي خاوية ، عكس التيار ، فقيرا لا أملك شيئا مختلفا ، و لا خيالا موازيا ، نسخة واحدة لا اتكرر ، ليس عدلا ان لا أحاول مرة اخرى ، الكتب لا تصلح البؤس ، مؤلم ان أقيم الحياة ، فلا أجد فيها سوى وجه واحد لا يتحول بعد و فكرة ثابتة لا تتغير ، ليس بمقدوري أن أناور لكي أشعر بالجمال على غير ما صممت نفسي ، أظلم نفسي حين لم أستطع أن أكون شخصا جيدا ، فأصاب بهوس الحزن ؛ فقدت الكثير مما أشتهى ، لأني لم أستطعه ، من الصعب فهم الطموح الغامض الذي يفضي بي الي ما صرته ، أمر محزن ان أقرأ الكتب وحيدا منبوذا ، لايحترم الإ بقدر ما يقدمه للآخرين ، و لا أتعمق في جوهر الحياة.
ألمس طائش الشعر بأطراف أصابعي المرتعشة و أمضي ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى