المكّي الهمّامي - غاندي ونظّاراته الأيقونة..

1- في وصف العملة:
ورقة نقدية هندية من فئة 10 روبية، صادرة عن بنك الهند (طبعة 2018) . وتحمل على وجهها صورة للمهاما غاندي (1869- 1948)، وعلى قفاها رسما تمثيليّا لنظّاراته المدوّرة، إضافة إلى مشهد يحيل على معبد الشّمس الهندوسيّ "كورنارك" ..

2- في قراءة رموزها:
الواضح أنّ محور اهتمام هذه الورقة النقدية الهندية غاندي ونظاراته الشهيرة؛ وهي واحدة من أكثر مقتنيات المهاتما تميّزا، وأشدّه التصاقا به، في مختلف أطوار كفاحه المتفرّد ضدّ المستعمر البريطاني.. ويعتبر المؤرّخون المهندس كارماتشاند غاندي الّذي اشتهر بالمهاتما، رائد فلسفة المقاومة السلمية للحكم البريطاني في الهند، وأحد أبرز زعمائها السياسيّين، ولذلك أطلقوا عليه: المهاتما، أي الروح العظيمة، إجلالا له وتقديرا..
والجدير بالذّكر أنّ غاندي مات مغتالا على يد متشدّد هندوسي في نيودلهي عام 1948، وهو الّذي قضّى حياته كاملة مدافعا عن ثقافة الاختلاف والتسامح وتقبّل الآخر..
وهو القائل في حقّ نبينا المصطفى، صلوات الله عليه: "محمد يملك، بلا منازع، قلوب ملايين البشر".

ومثلما يستطيع الشّاعر العبقري، أن يختزل البحر في حبّة ملح، أمكن للمهاتما غاندي أن يختصر أفكاره كلّها، ويكثّفها بمهارة الأفذاذ في هذه النظّارات العجيبة، حتّى استحالت عند مريديه إلى أيقونة تختزل فلسفة الرجل في الحياة.. وتحوّلت، أيضا، إلى رمز من رموز القدرة على استشراف المستقبل في الثقافة الهندية الحديثة..

وقد اختفت نظّارات غاندي من مُتحف دير في غرب الهند، كانت معروضة فيه، لتظهرت من جديد سنة 2009، في مزاد علنيّ بنيويورك يعرض مقنيات الرجل البسيطة للبيع مقابل مبلغ خياليّ.. وقد تمكنت الهند من استعادتها، صحبة بقية المقتنيات.. وتتكون هذه المقتنيات المستعادة، إضافة إلى النظارات النادرة، من ساعة جيب وزوجيْ صنادل جلديّة وصحن وقدح.. ويعود الفضل في ذلك، إلى الملياردير الهندي "فيجاي ماليا" الّذي ابتاعها جميعا بمبلغ قدره 1.8 مليون دولار؛ وأهداها إلى وطنه الأمّ، لتعرض على إثر ذلك في مُتحف غاندي الوطنيّ في نيودلهي وهو المتحف الّذي أُسّس خصّيصا للمحافظة على مقتنيات المهاتما النادرة وحمايتها بعد رحيله من أيدي العابثين..


☆ ملاحظة: الورقة النقديّة من مجموعتي الخاصّة.

☆ المكّي الهمّامي
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى