ميادة محمد الحسن - حيواتٌ سحيقةٌ ترشحُ سوائلها.. شعر

حيواتٌ سحيقةٌ ترشحُ سوائلها
بقلب العين المتفتحة بأمواس العدم
حيواتٌ موثقةٌ بحبل السُّر لأرومة البطش الجاهل
والعينُ في معمل ابتهالها
تطفف السلامة في قوارير الظن العمياء
أنا في وتد الحَؤُول
في دم اللغة المتفرق بين قبائل النظرة
في سعار الكون مُضرماً في الذئاب الجوفية
ٍفي طفل الرعونة؛ يبطشُ بيد
ويبكي بالأخرى ..
أنا في الاجتثاث المتهتك من سريرة النسج الصمد
في حرث المدى
وتخصيب الأذرع الحانية على ظهر الانتباهة
في رعاية لبلاب النار المستعر على ساق الإطلاق
وإماطة سوس النجاة ..
أنا النظرة-الهاوية
وارتعادةٌ تتهدج في تناهي الهاوية
تتكسرُ على تمايد بانة الخطر الوديع
وتكون لا عفواً في السراح
لاطلاقةً في الرواح
ولا تزجية ..
وتكون أزهاراً
بجثة الحنان النابض في إنجيل القسوة
هدماً في بناء الهدم
وفأرةً بخرطوم الجسد
الرِعدة تطلق أيوناتها في ماء النظر
غماماتٍ حُبلى بالجراء المطهوة بشموس الدحض
بالنقائض المتلاحمة في ضفيرة الاتساق
بالوِفادةِ المُترقرقةِ في صَرح النزوح
وبصيرةٍ تجد نفاذها الأوحد في العمى
العين متخمةً بخردلة السماء
تقذف قلاع الغد بزهور الحضرة
تسدل الليل على زجاج المشي المتخلق بتهشمه
وترسمُ كواكب دمثة على أفلاك العبور القصير
الجثة تعلن قيامتها
مهوّلةً في عصائرها
في رمق نبضةٍ وحيدة..
في الصهيل الذي أنبت الكمان بيد الرعشة
في اللحن الذي يعرف كيف يكون فقدان يده يداً.

ميادة محمد الحسن
أعلى