المكي الهمامي - أَحْزَانٌ!.. شعر

العَالَمُ كَوْمُ رَمَادٍ،
يَا وَلَدي..
وقَدِ الْتَبَسَ الأبيَضُ بالأسْوَدِ؛
واخْتَلَطَتْ كلُّ الأورَاقِ؛
وضَاقَتْ بالأَحْزَانِ الكَلِمَهْ..


كُنَّا نُؤمِنُ بالأحْلاَمِ..
نُخَطِّطُ للمُسْتَقْبَلِ..
كَيْفَ سَنَلْعَبُ بالشِّطْرَنْجِ مَعًا،
(حِينَ تَعِي مَعْنَى اللُّعْبَةِ..)
كيفَ نُزورُ قِلاَعَ الأجْدَادِ، مُحَصَّنَةً..
ومِنَ القَلْعَةِ، في الأعْلَى،
نُمْسِكُ بأصَابِعِنَا الغَيْمَهْ..


مَاذَا سَأُضيفُ إليكَ، الآنَ،
وقَدْ فاضَ الكأْسُ، وعَمَّ اليَأْسُ..!
وما مِنْ دَرْبٍ أَفْتَحُهُ...!
الخيبَةُ آلهةٌ كافرَةٌ عاهرَةٌ..
وأنا في أقصَى الخيبةِ، وَحْدِي،
سَأُطَبِّبُ في جَسَدي سَقَمَهْ..


لَمْ نُخْطِئْ أَبَدًا، أَبَدَا،
حِينَ صَرَخْنَا
في وَجْهِ لُصُوصِ المَرْحَلَةِ العَمْيَاءِ؛
لَعَنَّاهُمْ، فَرْدًا، فَرْدَا..
وبَصَقْنا في وَجْهِ العَتَمَهْ..


لَكِنَّا لَمْ نَتَوَقَّعْ إثْمًا أكبَرَ..
لَمْ نَتَصَوَّرْ، يَوْمًا، جُرْمًا أحقَرَ..
اَلْخَنْجَرُ، في كلِّ حِكَايَاتِ القُدَمَا،
مَسْمُومٌ دَوْمًا، يا كَبِدِي..
والسَّاسَةُ حَفْنَةُ أَوْبَاشٍ ظَلَمَهْ..


مَا مِنْ أفُقٍ،
بَعْدَ اللَّحظَةِ...!
مَا مِنْ نَفَقٍ نُولَدُ مِنْهُ، ولَوْ قتلَى...!
هَاوِيَةٌ كُبْرَى ما نَحْنُ نَسِيرُ إِلَيْهِ،
علَى عَجَلٍ..
والشَّاعِرُ، مُنْتَحِرًا، كَسَّرَ قَلَمَهْ..


فَلْيَسْقُطْ هذا العالَمُ،
كلُّ العالَمِ،
فَوْقَ رُؤُوسِ السَّاسَةِ،
كَيْ نَتَنَفَّسَ أَمَلاً حُلُمَا..
كَيْ نَفْقَأَ في القَاتِلِ وَرَمَهْ..


الآنَ،
تَطِيرُ بعيدًا، يا وَلَدي..
ولَعَلَّكَ تَسْمَعُني؛ وتُحِسُّ بِأَنْفَاسِي،
وهْيَ تَصَاعَدُ نَحْوَ الأسْمَى..
ولعلَّكَ تَشْعُرُ بِي؛
وتُنَادِي في المَلَكُوتِ "أَبِي...!!!"
هَلْ تَعْرِفُ أَنِّي أَحتَاجُ إِلَيْكَ كَثِيرًا،
كَيْ أُطْفِئَ في قَلْبِي.. أَلَمَهْ..

شعر/ المكّي الهمّامي

(بنزرت/ 10 مارس 2019)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى