أمل الكردفاني - الحلم.. شعر

(1)

رفت روح الحزن
على وجه البحر
الجاثم
في تجهمه الأبدي...
.
.
يبتلع الدمع..
أنفاس الطير...
.
.
وقد قالوا:
(إن الفراغات بين مفردات القصيدة تحمل معنى)
وأن تساقط الحرف
يغزل
في الصمت وجدا
وأن الشتاء
تجاعيد أرملة
تستقبل الوداع بابتسامة اللقاء..
وأن لحن الصباحات
قبلات ..
ولحن المساءات نجوى..
وأن كل جدوى العبور..
من النور للنور...
لا يحمل جدوى..
وقد قالوا وقالوا وقالوا...
.
.
(2)

وحين درت بملعقتي العابثة
على كوب شاي....
لأخفي برقصها
ملامح الضياع
ومن حولي..
يضرب المعاشيون أحجار الضومنا..بارتياع..
ليشعروا بالنصر في لحظات الوداع....
.
.
وعلى حافة الرشد...
حيث يزرع الخواء
حكمة الإنسان...
مكان كل سن ساقط من الأسنان...
.
.
وإذ رأيت فوق شرفة هناك
شابة تنزع عن شفتيها الحمراوتين المشابك...
وتنشر الحلم في حبال الغسيل...
ونهدين أبيضين يسحقان الظمأ..
يسامران ليلي الطويل..
كان لحنها يطوف...
يمنحني ابتسامة فاترة..
أليست الحياة هكذا..
يا صبية اللمحة العابرة؟

.
.

أليست هكذا الحياة
يا صبية المساء..
رموز تتشابك...
فتعلوا قصور حلمنا في الهواء...
حتى تختفي في السماء...
أبدا..
ما سكناها ..
ولكن سكنتنا..
فاكتفينا بالحلم في العراء...
.
.
رفت روح الحزن
على شفة البحر..
جاثما
في تجهمه الأبدي..
..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى