إبراهيم مالك - في ذيل العالم.. شعر

إنّهم يَتراكمون مثلنا
فوق ذَيلك
أيّها العالم

يتقاتلون
و يتكاثرون
فوق رَأسك!

النّهايات أشد فَتكا
من البدايات،
اللعنة لا تأتي بتلقائية
بل تحدث بعد أن
استنفدنا كل رصيدنا في التّحمل

الفتاة التي تقول لكَ أحبك
لا تأخذها إلى السّرير
فقط ضعها في ثلاجة
و أغلق عليها الباب
حتى تَبقى هذه الكلمة
صَالحة للقَضم

تقولُ لكَ أُحبك
و أنت تَموت من شِدّة البرد

الحُب ثلاّجة للموتى
و لا يصلح للأقوياء التّعساء
الذين يَمشُون على خُطى النّمل
بِتحدّ و ضَراوة

كان يُمكن أن أكون قويا
أيها العالم
لولا أنّك وضعتني في ذيلك

كان يمكن أن أكون نَبيّا
و يتلُون قَصائدي
لولا أنّني عِشت في أدغال افريقيا

فوق وجهكَ المُكتظ
بالنّفايات
تتراكم الأوجاع
يتراكم الذّباب
فوق دماء قتلاك،
تخرج مُسيلات الدموع
من عيون المتظاهرين السّلميين
و المُحتجون على دمارك
و يموت في جَيبك طِفل جائع!

إنّنا نتراكم في ذيلك أيها العالم
نَعشق و نحن في ذيلك
نثُور و نحن في ذيلك
نمرض و نموت
ونحن في ذيلك
في ذَيلك تَقبعُ شُعوب العالم الثّالث.



إبراهيم مالك / موريتانيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى