رضى كنزاوي - الكفن.. شعر

للحظة من الزمن أنسى
أنني ميت...
وأخرج من قبري
كالقمر بين فروع الأشجار
عندما يستدرجه
عواء ذئب شبق في الليل
الى ساحة القتل..
باحثا عن أقرب
خياط
او أم تسامر الدخان
على عتبة بيتها
لترتق كفني
وتطرز عليه بأناملها
الهوجاء كالحرب
ورودا
لأدثر به جميع يتامى هذه الأرض ..

يمكنكم اقتسام كفني
كما يقتسم الجراد الحقل
وابناء الحي اللفافات
والجنود الذخائر و النبيذ
والعشاق الليل
والصحابة الثمر
والامبريالية الأوطان

ولو صنعتم من كفني منديل جيب صغير
لاستطاع استيعاب
احتياطي محيط بكامله من الدموع
وميناء ومطارا
ومحطتين من الوداع
و مسرحا
بل وجيلا كاملا من الطرب
"وان لم يكن للصبر حدود"

لأن كفني بحجم جسدي
وجسدي بحجم قبري
وقبري بحجم موتي
وموتي بحجم حزني
وحزني بحجم المسافة النسبية
التي ترسمها يدا طفل
يحاول ان يفسر لأمه
النائمة تحت الأرض كم اشتاق لها .


رضى كنزاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى