عارف حمزة - سأراقبُ شعركِ الطويل من الخلف.. شعر

ستسافرين يوماً ما
وتـتركيـنـني وحيداً
منذُ الآن أستعدُّ
لهذا الشقاء .
/
بالتأكيد
سأبتعدُ
عن رفوف الروايات العاطفيّة .
/
من الأفضل
أن أسهر كثيراً خارج المنزل
مع أناسٍ يتحدّثون بصوتٍ عالٍ
كي لا تجدَ تلكَ الأحلامُ طريقاً إليّ
وإذا أتيتُ
سأجدها ميـّتة
كقطّـة جاعت .
/
سأكونُ في أبعد نقطة عن الماء
إذا فكّرتُ
أن أغامر
بالذهابِ إلى البحر .
/
لن أسمعَ سوى صوت الباعة
وصوت قلبي الذي يواصل بكاءه الأبديّ
في الحمّام .
/
سأرتكبُ كلّ الحماقات
كما تنصحني
كتبُ الأبراج .
/
منذ الغد سأسجـّل في دورة سباحة
لكي لا أتعلّم الرسم .
/
ولأنـّني سأحبُّ المستشفيات
قد أفكِّـرُ بالتبرّع
بقدميَّ الاثنتين .
/
ومع ذلك
وبسبب كلّ هذه الدموع
لن تـتـغيّر حياتي .
/
ما يجمعها
بعد أن قطّـعها الهجران بهدوء وحكمة
هو فراقُـكِ عنها
ما يجمع هذه الأوصال
أنـّها
تُـفكّـرُ بكِ .
/
رضيتُ بأن تذهبي
ورضيتُ بأن لا تلتـفـتي
للحظةٍ فكّـرتُ
بأن أبقى واقفاً عند الباب لعشر سنوات
أن أنظرَ إليكِ وأنتِ تذهبين
كنتُ سأكبر وأتعذّبُ
وأنا مستندٌ على هذا الباب طوال عشر سنوات
وأنتِ ستقومين
بعملٍ وحيدٍ وأخير من أجلي :
ستذهبـين .... طوال عشر سنوات ..
/
سيمضي الأحـد ... الثلاثاء ... الأربعاء ..
ستمضي الأسابيع الأخيرة من الخريف
سيمضي تشرين الأول والثاني
سيمضي أيــار أيضا ً
ستمضي الدنيا إليكِ
ولن تلحقَ بكِِ .
/
سأراقبُ شعركِ الطويل من الخلف
سأراقبُ
تعـثـُّـرَ الضوءِ بين خطواتِك
ورويداً رويـداً
ستفشلُ كليتي اليمنى
وستفشلُ العاصفةُ في الخارج
بإعادتكِ إليّ ...

عارف حمزة

( قرب كنيسة السريان 2012)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى