محمد الدفراوي - عقله لا يكف عن الكلام..

يختزن وجهه كل كتب الموتي و الملاحم السينمائية من ملحمة طروادة و الأسكندر الأكبر حتى العزاء الأخير في مأساة كليوباترا و يوليوس قيصر ، يتأثر شعوره المخملي برواية " الاحتقار " لألبرتومورافيا .. لا يليق به أن يكون مقبرة لسعادة لم تمت فيه بعد و يوصم بأنه حزين جدا ، تمضي أيامه مثقلة بأشياء تضنيه ، يكتفى بأن يقرأ ويرهف سمعه لأقراص مدمجة من دون جدوي. الناس يدرون بما يفعلونه ولم يكن يدري بما يفعله ، متألما إلى الحد الذي أقعده عن الكلام ، لكن زخم عقله لا يكف عن الكلام ، يتحدث ليساعده. الفرص متساوية بين الحزن و السعادة ، فما تصيبه اليوم قد لا تصيبه غدا ، هكذا يبدو الأمر عادلا ، حين نفكر فيه جيدا ، هما معا النعيم ، شركاء مخلصون مدى الحياة بكل صخب ، يأتون جميعا ، ينصرفون فرادى ، الحزن أنثى ، إن فكرنا فيه يتكاثر و يتناسل ، أبطأ حركة طالما أطلقنا الحبل فيه لأفكارنا السوداء كي تطفو و لا نطفو عليها ، لا يتهمني أحد بحسي الذكوري ، فالكتابة أيضا انثى لكنها أكثر شجاعة ، إذ تمتص كل الصدمات ، لا يهم أن كان الألم في الحزن يسافر عبر الأجيال ، لا يستطيع الانتظار لرؤية فوضى الحزن تزدهر و تزهر اكثر ، فمن الممكن أن يوقفه ، يمضغه ، يلوكه ، ثم يتفوله من غير عصارة ، يتحمس للقضاء على الحزن لدرجة أنه يمكن أن ينفجر فيه و أن يحرقه ، يكتشف أنه يتفوق عليه و ينجو في نهاية المطاف..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى