تواتيت نصرالدين - الخطيئة.. قصة قصيرة

هناك على أطراف المدينة حيث توجد آثار مدينة رومانية على ربوة كبيرة ، قضيا ليلتهما الصاخبة ..كانت الليلة مقمرة ووجه السماء ساطعا ونسمات المساء الصيفية تداعبهما وتدغدغ أحلامهما الجميلة..لقد كان الجو رومانسيا للغاية عندما صعدا إلى أحد أسطح المدينة العريقة ،التي لم يبق منها إلى هذا السطح شاهدا على خراب حضارة عريقة .


كان منظرالمدينة النائمة يتراءى لهما من بعيد بأضوائها الفاتنة المتلألئة كنجوم السماء في كل الاتجاهات ومن كل جانب وعلى هبات النسيم العليل كان همس اللقاء مثيرا ورعشة الحب وسكراته تنفث فيهما حرارة بالغة من الأشواق وكان كل منهما يحدث الآخر بلغة تتفجر من أعماق المشاعر والمحبة إلى أن نال منهما السهر فغفيا في أحضان الليل ولن يستيقظا إلاّ على أصوات ذئاب عابرة قبل الفجر كانت متجهة نحو ضواحي المدينة بحثا عما يسد رمقها.


لقد كان لصوت الذئاب رهبة أحدث في نفسيهما هلعا وخوفا تحول إلى سكينة وتأمل في نجوم السماء وأضواء المدينة إلى أن تعالت أصوات الآذان من صوامع المساجد من وسط المدينة وفي كل أرجائها مما زاد المكان رهبة . وفي هذه الأثناء نظركل منهما إلى الآخر نظرة ألم وحسرة، وأجهشا بالبكاء على خطيئتهما إلى أن تنفس الصبح وأشرقت الشمس بجلالها ووقارها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى