محمد أحمد محجوب - النازلينَ ضفافَ النيل نغبطُهم.. شعر

النازلينَ ضفافَ النيل نغبطُهم = والصاعدينَ جبالَ الأرز واحرّبي
(بالرما) يا صاحِ كم من غادة لعبتْ = بالرمل, فازدانَ ذاك الثغر باللعبِ
وكم فتاة اذا مادَتْ وإن خطرَتْ = ترنح القوم من سُكر ومن طَرَبِ
وإن تفتح وردُ الخد مبتسماً = فأي كفٍّ لذاك الوردِ لم تثبٍ?
وذات دلٍّ تريكَ الحبَّ مازحةً = وإن تُغازلْ فلم ترحمْ ولم تجب
الله يعلمُ كم في الثغر من مرحٍ = وكم بسفحك يا لبنانَ من أربِ!
وكم بقلبي من حبٍ وعاطفة = نحو الشآم وذاك الساحل اللَّجِبِ
أما رأيتَ بسنكات وربوتها = صفو الحياة وعيش القانع التَّعِبِ
والشاهقات كساها الثلج فانبعثتْ = في (أركويت) تناجي السحب عن كثبِ
وهل رأيت فتاة العُرب قد سفرَتْ = من غير قصدٍ, فكانت فتنة النُّجبِ!
وهل رأيت من الآرام راتعةً = تحت الأراكِ فلم تجفلْ ولم تعبِ
و(كردفان) أما شاهدت نضرتها = عند الخريف, وقد غامت مع السُّحُبِ
والباسقات من الأشجار يقصدها = طلاب فنٍّ ومن يشكون من نَصَبِ
والحسن يا صاح إما شئت فَاتِنهُ = فانظر بربِّك ذاك الساذج العربي
قالوا (بهيبان) جنَّات إذا غشيت = كانت لرائدها الجنَّات في حلبِ
وما (دلامي) وقد رَفَّت خمائلها = إلا زُحيلة موحي الفن والأدبِ
وشمس (ميري) وقد خفت لمغربها = تهفو وتغرب في عين من اللهبِ

* محمد أحمد محجوب
أعلى