رضى كنزاوي - قصف..

هل أبحث عن عاصفة
في كبد السماء مصابة
بالزكام
وأترجاها أن تعطس
فوق هذه الأرض
دون أن تستعين بمنديل
أو براحة يدها
علَّ قبس من ريحها يلملم حطام
وردتي...
على قبر الشهيد
فلسطين
تقصف الآن بجميع الأسلحة
المحرمة دوليا وعالميا وقبائليا
في جميع الدساتير والأعراف والكتب
إذ لو وجدوا كيف يستطيعون رجمها
بالطير الأبابيل أو بالسحب والنجوم
والسموات السبع
والكواكب
والنيازك
والملائكة لفعلوا
ومازلنا ننتظر التصعيد
لنبدي ردة فعل لا تكاد
تتعدى الأفأفة على أقصى تقدير
ثم أنني كعربي
يفقه لغة أجداده عن ظهر قلب
مازلت أرتبك
في المعنى الذي ترمي
إليه هذه الكلمة
ألم نصل سقف ذروة الذل
منذ سبعين سنة
عبر مصعد كهربائي؟
ألم يبقى حضيضا
إلا وسارعنا الى اختراقه
من بين جميع الأمم
حتى أوشكنا الخروج
من الجهة المقابلة
للكرة الأرضية
ألم يبقى خازوقا الى وركبناه
ضغطا إلا وبلغناه؟
هل لابد أن ترتدي فلسطين
تنورة قصيرة
و تدخل الى بيتها في ساعة متأخرة
من الليل
ليفور دم الرجل العربي
على شرفها ؟
هل لابد أن نضع فوقها مجهرا
ونربط عنقها
بجرس كي نوجه انتباه الرأي العام
لها كلما رجت فرائصها قنبلة
بجميع مناضليه وحقوقييه
ومفكريه
و كتابه
وأدبائه
وشعرائه
ثم إنني أتبرأ من جميع هؤلاء
الشعراء
ومن أي صلة
تربطني بهم
سأنفض هذه الشبهة عني
كما تنفض فتاة مروعة
صرصارا عن ثيابها
سأرمي كراستي
و اقلامي وجميع
مؤلفاتي في المصطلى
و سأهب أناملي
لكلب أجرب
وخيالي لكاتب سيناريو أمهق
و لغتي للسواح و للببغاوات..

فهؤلاء منشغلون
بمديح الزهرة
في حين أن حتى النحلة
أثناء هذه المرحلة
قاطعت الرحيق
اشمئزازا من هذا الكائن
الذي أشيرت له أنامل شعراء العرب ولو بالخير.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى