مايا أبو الحيات - لا أعرف شيئًا عن الثورة

الثورة لا تدرَّس بالمناهج
لا ترضعها الأمهات لأطفالهن
لا يذكرها خطباء يوم الجمعة
لا يؤذن بها الآباء في آذان الرضع
الثورة لا يعرفها سوى الثوار
والثوار لا يرضعون من أم واحدة
ليعرفوا كيف يؤذن أباؤهم في آذانهم
ويأخذهم الخطباء إلى الجنة بهدوء.

لا أعرف شيئًا عن الثورة
لكنني أسمع أصوات الأطفال يبكون في الليل
أسمعهم يرفضون النوم دون قبلات أبائهم
وحين يحتد الصراخ
أسمع سباب الأمهات
اللواتي منحن كل ما عليهن منحه
من صبر وحب وأشياء لا تفهمها سوى
الأمهات – أو هكذا قيل لهن –
أو حين تمتد يدي التي لا تعرف شيئًا عن الثورة
تتلمس الوسائد المبلولة
بينما تقنصني العيون المحمرة
الغاضبة من شيء ما
والتي كرهت النوم على تلك الوسائد.

لا أعرف شيئًا عن الثورة
لكنني أرى القميص المندى بالدم
أراه قبل أن أغفو
وبعد أن أنام
تحته جسد
وفوقه جسد
وحين أبحث له عن قامة
أجد ألف قامة تنتظر أن تلبسه عند العصر.

لا أعرف شيئًا عن الثورة
لكن صاحب الصالون
الذي يلعب بشعري
كما يريد
والذي يسكن القدس مثلي
بتصريح
والذي يمر على قلنديا
ويلعنها مرتين في اليوم
مثلي تمامًا
قال لي وهو يلعب بشعري
إن إسرائيل العاهرة
لا تسمح بضرب البنات
لتأديبهن
قال لي
لا بد من إعلان الثورة.

لا أعرف شيئًا عن الثورة
لكنني غاضبة من صاحب الصالون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى