مصطفى الشليح - أمرُّ على الذِّكرياتِ أشذِّبُ عشبَ القيامةِ عنها.. شعر

أمرُّ على الذِّكرياتِ
أشذِّبُ عشبَ القيامةِ عنها
وشيئا من الغيم يجذبُ سيقانَها
يعضُّ التُّرابُ بقيَّته
تنفضُ الشَّذراتِ، وتقبضُ
تيجانَها لتكونَ، كما اللَّيلُ، قُمصانَها
أجرُّ، على عجلٍ، جرسًا
يرنُّ، فلا هُوَ يسمعُ رنَّاتِه، ثمَّ
لا هُوَ يَجمعُ أصداءَ .. ترفعُ بنيانَها
وللذِّكرياتِ نوافذُ مبتلَّةٌ
وجعُ الأرض أوتادُها وموائدُها
والعراءُ العزاءُ يشدُّ من الرِّيح عُمدانَها
كما أنتَ لا تتلفَّعُ بالوقتِ إلا
خلعتَ عَلَيْهِ خلوَّ الدِّيار من الصَّمتِ،
فالصَّمتُ ريشُ الإشارةِ خبَّأتْ عنه أحزانَها
وَإِنْ أنتَ لا تتقنَّعُ بالرِّيح لولا
سؤالكَ جدرانَها كيفَ تسمعُ أسرارَها
تتدافعُ، منذورةً للهباءِ، لتنبئَ بالموتِ جُدرانَها ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى