إيهاب خليفة - هجرة مبكرة للغاية.. شعر

إلى أينَ هم هاربون
بحفاضاتِهم وعرائسِهم
بالكاد لهم سِنة أو سِنتان
بالكاد يمضغون القمحَ
المهروسَ في اللبن .
على ظهورهم لافتاتٌ
وأمامَ منافذ الهجرة
عرباتهم المشمَّسة ُ
تسدُّ الأفق .
لا هُويَّاتٌ معهم
ولا جوازاتُ سفر
وماذا يفعلُ ضباط الحدود
بقنابل الغاز
و خراطيم المياه .
أطفالُ الشرق
يلوحونَ للسفن المغادرة ِ
ويتذمرونَ
بضربِ الأرض بكعوبهم
كعوبهم الرقيقةِ
التي لا تزيدُ عن إصبع
إنسان كبير .
يتسربونَ خلسة ً
إلى البحر كالسلاحفِ
الخارجةِ من بيوضِها
باحثة عن حنان ما
مع أضواءِ ابتساماتِهم
حيثُ حياة ٌأخرى
لا شيخوخة فيها .


إيهاب خليفة
من ديوان قبل الليل بشارع 2008م


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى