محمد أديب السلاوي - إضـــاءة : وزارة الممكن من المستحيل..

كان هدف التعديل الوزاري الذي عرفته حكومة العثماني مؤخرا، هو بلا شك تحسين الأداء الحكومي الذي عرف ما يشبه الجمود بشهادة المشاركين والمعارضين، وتعزيز قطاعاتها بالكفاءات الجديدة المؤمنة بضرورة التغيير والقادرة على تحقيق القفزات التنموية المطلوبة لبناء مغرب جديد في آليات عمله ليكون فاعلا في ساحة الألفية الثالثة.
هكذا تفاجأ المغاربة بالتغيرات التي أحدتها السيد العثماني على تشكيلته الثانية،والتي لا علاقة لها بالطموحات المعلنة، ومن ضمنها ربط الشباب والرياضة بالثقافة ، فاعتبرها البعض قفزة نوعية في المسار السياسي لزعيم حزب العدالة والتنمية، واعتبرها آخرون ضربة بلا هدف، بلغة أصحاب الملاعب
كل الفرقاء انتظروا تفسير رئيس الحكومة لهذه النازلة التي تحدت لأول مرة في تاريخ الحكومات المغربية، ولكنه حتى الآن لم يفعل، كما أن البرلمان المختص في الأسئلة، لم يطلب أي تفسير من السيد العثماني، ليظل الموضوع معلقا في الهواء، كعشرات القضايا ذات الصلة بهذه الحكومة.
بالنسبة للعقل السياسي،لا شيء مستحيل في السياسة، الكل بها ممكن. ربط الشباب والرياضة بالثقافة، جد ممكن إذا كان الأمر يتعلق بإستراتيجية بعيدة المدى، ولكن يبدو للعيان، أن لا إستراتيجية لهذه الحكومة، ولا للتي قبلها، لا في هذه النازلة ولا في غيرها.
مع ذلك يبقى السؤال مطروحا في الفضاء. هل يعني ربط الشباب والرياضة بالثقافة، معالجة اهتمامات الشباب بقيم ثقافية... ؟ هل يعني ذلك تحقيق مطامحهم، وما اكترها بالفكر والمعرفة والثقافة،لا بدور الشباب وملاعب كرة القدم...؟
في واقع الأمر أن المغرب الراهن وهو شاب في ساكنته، وفي توجهات شعبه، وفي تطلعاته، في حاجة ماسة إلى مشاركة فعالة وايجابية لشبابه، لتطوير الدولة المغربية وبناء نموذجها التنموي، وفي حاجة إلى فكر يقض وعالم ومؤمن لقيادة هذه المشاركة، و هذا المطلب غير مستحيل في المغرب الراهن، ولكنه يتطلب حكومة ذات بصيرة، قادرة على بناء مهارات شعبها لتحقيق النموذج التنموي المطلوب، ليس بربط الممكن بالمستحيل، ولكن بربط الكائن بالممكن.
أفلا تنظرون... ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى