السيد فرج الشقوير - يبدو أنّ لا أحَداً يقومُ بِمَا عَلَيْه.. شعر

يبدو أنّ لا أحَداً يقومُ بِمَا عَلَيْه
الرّيحُ الّتِي مرّتْ آنِفاً... لمْ تَضربْ حِبَالَ الغَسِيل
الأسْمَالُ نامتْ قَرِيرَةٌ عَلَى عِظَامِهَا النّخِرَة
والتُّوتُ لمْ يسُبٍّ الرّيحَ...
الّتي لمْ تُبَعثِر شعرهُ مِنْ خَرِيفَاتٍ مُقِيمَة
البناتُ لمْ تُعِرنَ الصّفْصَافَ اهْتِمَاماَ ..
لمْ تُعِرْنَهُ أمْشَاطَهُنّ ولَا فَازلِينَهُنَّ كالعَادَة ...
ليسَ لِأنَّ الرّيحَ لمْ تقُمْ بِمَا عَلَيْهَا مِنْ بَعْثَرَات
فقط ....
هُنَّ أيْضَاً لَا يقُمنّ بما عليهَنّ...كَبَاقِي الجَمَادَات
مَنكُوشَاتٍ بِلَا رِيحٍ كَهَرجَلَةٍ عَفَوِيّة
نَسَيْنَ التّأَنُّقَ واعتَدْنٍَ شوارِعَاً بلَا رجَال
منذ الدّياثةَ العربيّة الأولى
واللّعنةُ لمْ تُصٍبٍ الآلهَةَ السُّوءَ على حِدَةٍ...
ولا العُبّادَ السُّوءَ وحْدَهُمْ واسْتَكْفَتْ...
اللّعنةُ طَالَتْ غَيْطَ القِثّاءِ...
ونامتْ تَحْتَ باطِ يَقْطِينةٍ نبَتَتْ فَوْرَاَ...
فَعَافَهَا نَبِيٌّ آتٍ لِنَجْدَةٍ البَراءَة
لَا مكانَ هُنا للقُنوتِ ولا لِابتهال...
أوْ رَجَوَاتِ رسُولٍ عَسىاهُمْ يَجِدُوا مَوْئلَا...
هُمُ العَراجِينُ القَدِيمة...
المُمَارسُونَ التَّصابِي رغمَ احتِلام الأعذاق...
غَيرَ آبِهِينَ بالبُسُرِ
والّتي يَرَوْنَهَا قُمَّلَاً فِي رِدَاءِ الحيَاة
يااا اللّه... كُلُّ هذا الصِّياحُ...
لَمْ يُسْمِع الصُّمَّ إذْ يُنْذَرُون
أولئك الَّذينَ دنّسُوا عُذْرِيّةَ البَابُونج...
أهدرُوا دمَ الحياة
واستَباحُوا الّذينَ اقتنَوْا مِقَصَّاتِ الأظافِر
والّذينَ أصَاخُوا لِرَجعِ الأرَاجِيزِ في تثاؤبِ غابةٍ وادِعة
وترجَمُوا نُونِيّةَ الحَبَاحِبِ...
وعَبَرُوا مَنَامَ الحُمُرِ الوَحشِيّة
ف(هَلّا سألتِ (النَّجْمَ) يا ابْنَةَ مَالِكٍ... إنْ كُنتِ جاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعلَمِي)....
لَا تَسْأَلِي عَنِّي الرُعَاةَ الرُّاقِصِينَ عَلَى دَمِي....
يُخْبِركِ مَنْ طَمسَ الوَقِيعَةَ أنّنِي...
خُنْتُ القَبِيلَةَ واحْتَمَيْتُ بِثَوْبِ صَبٍّ مُحْرِمِ
لَكِنَّ هَذا النَّجْمُ يَشْهَدُ أنٍَنِي...
هَذا الكُمَيتُ وَخَوْخُ وَجهَكِ مِنْ دَمِي
فالّذينَ يَجنَحُونَ لِوَأدِ التَْراتِيلِ عَمْدَاً
أُولَئِكَ مَاتُوا وهُمْ يُولدُونَ كَسَقْطِ الزُّنَاةِ....
ولَا يَأْبهُونْ
قسرَاً قادِمُونَ لٍغَمْطِ البَراحِ وَسَجنِ المِسَاحَة
بِرَغمِ احتِجَاجِ الرّصِيف
الأمّهاتُ الّلّائي ولَدْنَهُنَّ خَنَاجِرْ...
شَرِيكَاتٌ في مَوَاتِ الخَوَاصِرْ
عَلَيْهِِنّ وِزرَ التَّلَابيبِ لمّا تمزّقنَ جُورا
وَذَنْبَ الرّحِيقِ الْيَفُوحُ....
مُدرَجَاً بِدِمَا الجُلَّنَارِ
عَلَيْهِنَّ إثمُ الزَّغَارِيدِ المُتّحِدَةِ قَهْرَاً بالعَوِيلْ
لا أحَدَاً يَقُومُ بِما علَيهِ...
وغَزَّةُ تَدخُلُ مَأتَمَهَا اليّومِيّ مِنْ بابٍ وحدَها كالأمِيرة مَرّة
ومنْ بَرزَخِ العتقِ مرّة
وِسَمِّ الخِياطِ مَعَابِرَ قُدَّامَهَا.....
دُونَ إلتفاتٍ لِزَيفِ العُروبَةِ مَرّة
ومِمّا تَيَسَّر.....
تَغْزِلُ ثَوبَ المُرُوءَة فِضْفَاضَاً كالمَرَامِي البعيدة...
وحْدَهَا فِيهِ تَرْفُلُ كالنَّاشِراتِ عُرْفَا
وَحدَهَا فِيهِ تَتْلُو صَلَاةَ المُدَبِّرُ أَمْرا
مُْنْذُ عاشَرَتُ قُبْحَ الوِلَادَةَ فِي زَمَنٍ بِلَا أنْبِياء..
والسَّيِّدُ العَرَبِيُّ...
مُرْخٍ طَرفَهُ مِثْلَ جُلِّ النِّساء
والزّمَنُ العَرَبِي الهَبَاءْ...
لمْ يَبِضْ بَيضةً غيرَ هَذا الغُثاء

السيد فرج الشقوير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى