فاتن حمودي - لماذا أنجرّ إلى الجلوس على الحافة.. شعر

لماذا أنجرّ إلى الجلوس على الحافة
أصبحُ مُدنَ ولهٍ..
فمن داخل الحروب تولد قصص الحب
و من الصحراء أحنّ إلى نبع ماء ....
بعد أن رأى شغفا مخبأ بين أغصاني قال لي :سأحنّي قدميك بتعاويذ السلاجقة ..سانحتُ سريرَكِ في صخوِر فارس ..وانْزِلُكِ على كتفي من جبال زاغروس إلى صحراء العرب ..
أين يخفي الرجل الشموس .....وأين تخفي المرأة كلَّ ماهو ثمين ؟ .
.. .. كنت أجلس على الحافة... أتناوأ نحو البعيد
وحين لمح خرز ضفيرتي ودمعةً على طرف كمي ..قال لي :ملكتي وعلةٌ بتيجان السراب
..لا يليق الدمع بالسيدة الوعلة
الملكات لا تبكي و لا الأميرات
اجعليني خرزة زرقاء
لمسة على ضفيرة الضوء
سأنحت سريرك من صخور فارس سأحملك على كتفي
في هذا الصباح أطلُّ على حافة الكون
أهيم بموسيقى الشجر و الريح
وأسأل:
كيف سيصعدُ هذا الوادي إليَّ ؟!
ياله الصوت صوتك ...يشدني
.. "مشغولة بعدِ النجوم": يقول لي
ليتني لهفةُ امرأةٍ
كطيبِ البراري
رقيقةٌ عاصفة
بنت الريح و المطر..وكنتُ أجلسُ على الحافة
أبحرٌ أنتَ..؟...
أنا لست أكثر من قوقعة تحملُ هدير البحر
كأنّ داخلكِ نهرٌ يهدر: قالَ
يا راعية الجداء..
اجعليني مفتاح خزائنك
افتحي أصابعك
وضميها
أنا سرّ يديك
أنا الإشارات الهاربة
.. أميرةُ الوعول أنتِ عرّافةُ النطقِ ...و أنا سيد البراري
ستشمُكِ العصافيرُ
لا غصن إلاك
فليأتِ الصيفُ و تعبرُ الشتاءات
وعلةُ البراري.أنا.
أنا الطفل الذي وضعته الغجرية على نهدها نبتةً
ومنذ ذاك الوقت يعشق أن يدفن في صدر امرأة



فاتن حمودي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى