فوزية العلوي - سيرة مناضل من العهد القديم.. شعر

وحيدا كصفصاف ليل
وحبل غسيل على شرفة نائيه
يجالسني كلّما سقطت نجمة في العراء
ويقرئني شعر لوركا…
يشاركني ملحه
وبعض دخان يهرّبه المارقون
من المغرب العربيّ…
وكان إذا حزنت لغتي
يشاطرني دمعة لا تسيلٌ
ولكنّها تحطّ على رمشه
مثل ظلّ خطافْ
وكان يخافٌ من المخبرين
إذا وقفوا في الزّقاق القريب،
يسمّيهمُ
جرادَ العقول ويلعنهم
في الصباح وعند المغيب
وعند اشتداد الرّياح
لم يكن بارعا في الكلام
ولا في السّلام
ولكنّه كان يصغي كصومعة
في مانيلاّ
ويضحك في سرّّه مثل مرج
من البرتقال القريب إلى قلب حيفا…
وكان يحبّ انكسار المساء
على قارب في خليج
بعيد
يقول ،هو البحر وحده يؤذي
بصمت
ولكنّهم حينما أوثقوني
وصبّوا على راحتي جمرها
يصيحون مثل القرود
ويلقون غثّ الكلام
ويعطونني في الولاء دروسا
وبعض ثغاء
يشاكسني كي أبوح باسم التي أحرقتني
ويصغي الي كنرجسة
أتلفوا ريحها ….
يقول أنا مثلا لم أحب
ولكنّني في هواي أموتٌ
هو الحبّ يا صاحبي
شمعة أحرقتني
وأيقونة بها وجه امرأة تعتعتني
وعمر يفوت
يعاتبني إن مررت ولم أصطحب في مسائي
غناء إمام
«أنا أتوب عن حبك أنا »
و«الجدع جدع والجبان جبان..”
يقول أنا مثلا لم أكن ذات يوم
زعيما لكي يوثقوني كجرو السباع
ولا كنت أقاسمهم جبنهم
ولا كان لي من وراهم ضياع….
ولكنني كنت أهوى تراب البلاد
وأهوي إذا لزم الأمر من
حالق
لكي لا أرى أحدا
يريق دماء الجياع

فوزية العلوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى