رضى كنزاوي - الرصاصة ( قصيدة حب).. شعر

أيتها الرصاصة
التي أنى ما أشاحت
وجهها
كانت قبلة موتي..
إن كل ما أملك من حب
وهبته لك..
ولم يتبقى بعدك شيء
ولو عصروا قلبي كمعجون أسنان..

لأنك تطابقين روحي
كما يطابق السيف غمده
والإبهام أداة الجريمة...

ولولا ضلوع صدري هذه لتاه قلبي خلفك
كجرو خائف بين الشوارع و الأزقة
نبضه
الهدر والعواء ....

أيتها القاضية
كلكمة في شجار ضار
وراء حانة...
حتى لو نقعوا سحابة في المحيط الشمالي
ووضعوها على جبيني القائظ
كالجحيم ....
ما كان ليزيل هذه الحمى عني أبدا ...
ولا هذا الهدي الذي تشفره شفاهي
لغة من الحنين..

فأنا لم آتي إلى هذه الحياة
لأقضي مدة عقوبتي
ثم أعود خالي الوفاض هكذا ،
عاريا إلى قبري دون أن آخذ شيء
من عطرك بين أسناني...

أنت الهيام الذي يلبسني
كما تلبس الرياح أشرعة السفن
إلى شمالها الأخير....
أنت المقام الذي ليس بعده مقام
والغموض الذي يتمسحني
كما يتمسح عصفور تحت المطر
جناحه الصغير...

أحبك أكثر من الخبز
والصيف..

وكم أحتاجك الآن ولو كعدو..
كمرض مزمن يصاحبني مدى الحياة
كالسجن
كاللعنة
كالرزية
كحدبة على كتف
تثير سخرية الغرباء

وأعرف انني لا أشبه العاشق في شيء
واعرف انني لا أشبه الشاعر في شيء
و أعرف أنني لا أشبه الفارس في شيء

فأنا لم أفتح لك بابا
من قبل ، آذن لك بالمرور قبلي
أو كرسيا أزحته لك للجلوس كدوقة
رافعة جيدها المستقيم
سراط مبللا بضوء الأنبياء ...
آسف لأنني لا أجيد الإفصاح
عن عواطفي كما تقتضيه بديهية العاشق ..
بكلمة
أو وردة
او شمعة...
او بقافية تحمل الندى كزورق إلى ضفاف الزجاج

فماذا أفعل
ومنذ أن علمتني أمي
أن للحيطان آذانا
وأنا أخاف أن تسمع أسناني
ما يجول
في أزقة روحي ..

لكنني الآن و بصوت البواخر عند ولوجها الموانئ
أعلن حبك.

رضى كنزاوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى