زكريا الشيخ أحمد - في الغربة.. شعر

في الغربة
احاول دائما فعل ما يعيدني لطفولتي .
مثلا
أشتري بِنطالا جديدا ،
أثقب جيبه الأيمن بمفتاح ثم أرتديه .
أعتدت ان لا أرتدي إلا بنَاطِيل مثقوبة الجيوب ،
ذلك يشعرني أني ما زلت دائما طفلا .
بالأمس اشتريت بنطالا ،
أثقلته بالثقوب لأني كنت مشتاقا
بشكل مفرط لطفولتي .
ليس لأني كنت طفلا مرفها
و لا لأن طفولتي كانت سعيدة
و لكن لأني حين أتذكر طفولتي
أشعر أني ما زلت اعيش في وطني .
بالأمس وضعت خزانة قديمة في قبو المنزل ،
انا الآن انتظر كي يغطي الغبار الخزانة
لأرسم عليها بأصابعي
قلبا يخترقه سهم .
بعد ذلك سأنتظر أمي
امي التي اعتادت أن تمسح الغبار
الذي كان يغطي كل بضعة أيام
الأشياء التي في غرفة المونة .
أنا واثق ان الغبار سيأتي عاجلا أم آجلا
و واثق ايضا أني سأرسم ما اريد رسمه
و لكن ما انا لست واثقا منه أن تأتي أمي
لتزيل الغبار عن الأشياء
و تزيل معه حزني و الشوق الذي يكاد يبتلعني هذا المساء .

زكريا الشيخ احمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى