علي حزين - إختلاس.. قصة قصيرة

اتكأت علي الجدار .. الذي يحمل الخص .. تمسك طرف ثوبها " العنابي" .. نظرت لحماتها .. التي تجلس أمام التنور .." قلبت الخبز".. تفرك العجوز عينيها .. وهي تنفخ في فتحة الفرن الصغيرة .. يتصاعد الدخان الأسود .. ترد عليها .. وهي تدفع بقبضة من " الوقيد " داخل الفرن .." هاتي ّ وقيّد .. وغسلي العجّان ".. تنحني .. تتأبط حزمة من الحطب .. فتتدليّ رمانتاها .. يتظاهر انه لم يري شيئاً .. تضع الكومة بجوار حماتها .. يدّس عيّنيه الجريئتين في الصحيفة التي يمسكها .. تصفعه ضحكات .. ذات مغزى .. يسيل عرقه شلالات .. تجلس أمامه.. فتفجر كل كرات الدم الحمراء في وجهه الأسمر .. تشمر عن ساقيها.. تكشف عن ساعديها.. تضع "العجّان" بين فخذيها.. فيلجمه العرق إلجاما .. تدير يديها يمينا ً ويسارا.. يقلب صفحته المثلي وحين تشعر بيه .. تزداد ضربات القلب.. تتجاهله .. فيهدأ بعض الشيء .. ولكن عيناه قد صارتا قطعتين .. من الجمر الملتهب فجسدها الأشقر.. وأردافها البضُّ تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ .. أو كراقصة متمرسة .. تقرص وجهه بنظراتها ..من حين لأخر تتنهد .. فيرتفع الصدر, ويهبط .. يضعف .. يُصّعق .. وتنهزم كل جيوش المقاومة بداخله.." شيطانه ".. لكنها عفية .. تجعل دمه يهرب كلما تطلع له .. يتلفت حوله.. فيموت في جلده .. حين يري طفلاً صغيراً.. يضّبط " أريل التلفزيون "علي السطح المجاور..وصوت أمه الخائفة عليه.. ينهره.. ويحذره من الشمس .. حتى لا تأخذه .. وترجوه ينزل بسرعة .. فالشمس ساخنة .. تتأوه .. تضحك .. وحين تسألها لعجوز.. عن سر الضحك .. تقول .. " لا شيء ".. يهرش في رأسه .. تطلب منها أن تفرغ بسرعة .. حتى تفرط الخبز .. فتنفض يديها .. تنهض مسرعة .. لتحمل فوق رأسها الخبز.. تنزل .. يتصلب علي الكرسي.. الخشبي.. ينتظرها أن تعود .. تتحرك الشمس.. فلا يتحرك من مكانه.. حتى دنت الشمس فوق رأسه , وضع صحيفته في الاتجاه المعاكس .. ليتقي بها حرارة الشمس .. تناديها العجوز .. لتأخذ بقية الخبز .. يشرأب بعنقه , تصعد مهرولة .. وهي تنظر إليه .. تتنهد .. يزيغ البصر هنا وهنالك .. عندما تضع ما في يدها علي الأرض .. ثم ترفع فوق رأسها الطبق .. وتنزل في بطء .. وهي ترمقه .. بنظرات حادة .. وقاتله.. وعندما تغيب .. يطرح ظهره إلي الوراء .. وهو يهز رجليه ويتنفس ..... و .............

**********

من مجموعتي الأولى " دخان الشتاء "

على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى