أيمن دراوشة - قراءة فنية في قصيدة " انعتاق" للشاعرة رانيا دندن

القصيدة:
تكثيف الصور والإيحاء بالدرجة الأولى بتغليب الواقع بدون تحليل قابل للتفسير المتجدد
أنا العبد الفقير الغريب
المتمرد على اسمي
أنا اليتيم ابن القصائد
مذ ولدت وقلبي يركض
فوق الحدود وعلى الحواجز
أنا الفطرة النائمة
على عقرب البوصلة
وأريد
أن أكبح سرد روايتي
وأن أشرحها
في البدء كانت الكلمة
والكلمة كانت عند الله
حتى هنا
كانت روايتي
ترتل اللحن البيزنطي
بخضوع نسبي
لأن المشكلة كانت
الشطر الثاني من الجملة الأولى
من الإصحاح الأول في إنجيل يوحنا
وكانت
حاجة الفطرة داخلي
أن
تُسبِّح باسم ربها الأعلى
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

القراءة:

تأتي صور الشاعرة رانيا بدفقات عجائبية وجريان يحقق الدقة في التعبير والإحكام في التصوير لتأتي نهاية الصور مفككة غامضة بتوزيع وتري شديد الحساسية بالخلط بين إنجيل يوحنا والقرآن ، وهكذا تبدأ القصيدة مضطربة بلا جواب وبين يوحنا وسبح باسم ربك الأعلى تمتد كل حالات الغربة والضياع ، ويتوالى الضمير "أنا" بسلسلة متتالية من الغموض والتوتر المتفجر كزلزال مدو ، الزيادة في عمق التوتر نجح في إبراز الجزئيات وشحنها بطاقة شعرية هائلة أوصلت بين هذا وذاك ، إن إعادة القراءة مرات تلفت إلى جمالية بجريان الأسطر السريع ، الرموز الدينية المستخدمة ربما استخدمت استخدامًا سلبيا لتصوير حالة الأمم الضائعة المنهارة المنحطة في الضياع والخطايا ، إنَّ القصيدة تضمين واقتباس تشكل تجربة درامية تنتهي بمحاولة إيجاد ترادف واتصال وأظن أنَّ الشاعرة نجحت في ذلك وهذا يبرز من التحول من حالة إلى حالة أخرى يصعب كشف ماهيتها فالشاعرة تريد أن تقول شيئًا لكنها تتراجع فرمز وتغمض المعنى فلا نولي على شيء، أو كانتقال من شطر إلى شطر لكنّ الشطرين منفصلان أعداء...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى