زينة المدوري - زوجي خُذ بيدي الى الجنة.. قصة قصيرة

قلتَ انكَ تكرهُ الإنتظار و لن تغادر حتى تسمعني أقول لك: (أحبك)
تلك العبارة ! كنتُ أردّدها كل يوم، بطرق لم تعرفها النساء قبلي. انهمرت فوق المطرية التي حملتُها لك تحت المطر،
علِقتْ بقاع فنجان القهوة الساخن الذي أسكبه لك كل صباح لأزيح ارتعاشك ... عَجنتها مع الخبز الأسمر بحبّات التّمر وخصصتك بالجزء الأكبر، كنت اردّدها على قدميك وأنا المّعُ حذاءك صباحا واساعدك على لبس معطفك وانفض ما علق به من شَعرها وعطرها ... وحين قلت لي أني زوجة صالحة تشبّثتُ بحزام الأمان الذي دائما ما أطلب منك إحكامه وأنت تغادرني لمكان اجهله....
( أحبكَ) ردّدتُها وأنا أرتّب دفاترك ورسائلك إليها ، رددتها وأنا افرز الغسيل والعطور وأحمر الشفاه على قميصك الأبيض ... حفرتها بِصَمْتي وأنا أتصفّح هاتفك حتى اني عدَدْتُ الشّامات بجسديكما أتصدّقْ!؟ أول مرة اعرف ان بزندك الأيسر شامةً وكذلك ب...
أنتِ زوجة صالحة لا تتعرّى امام زوجها
( احبك) ردّدتها وأنت تحكم إغلاق النوافذ والباب وتطفىء النور قبل ان تلج السرير ... أتصدقُ ايضا!؟ اكتشفت أنك تكره العتمة ، تنام كما ولدتك امك ولا تطفىء النور وتتركها تمارس جنونها وشغفها وشبقها ، تعْتليكَ وتركبك كما يركب الفارس مهرته وتأتي على كل ذرة منك تقبّلها أو ليس لعق الذكر ومصّه حرام!!؟ بل مجرد لمسه حرام؟! أو ليس الصراخ والخروج عن المألوف عند رعشة الانتشاء حرام!؟ لقد رأيتها تسحب لِجامك كما يسحب الفارس لجام مهرته المتمردة وأنت الذي كنت تجرّني إلى السرير متى شئت كما تجرّ شاة العيد لذبحها شعارك " نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم " ، رأيتها تركبك وتحكم اللجام وتلعنك عن بكرة أبيك وتسبّك وتقول لك ما يقوله السكارى والمعتوهون واولاد الشوارع وانت تهتزّ نشوان كأنك في جنة النعيم.... رأيتها ترقص لك وتسحبك من عنقك بعكازك أو ليس الرقص حرام ؟! حين ظبتني البس تنورة قصيرة واهز بخصري في غرفتي كسرت المسجّل أو ليس الغناء حرام؟
لما كان العيد قلت لناخذ صورة عائلية واعلقها على الجدار كما علقت أشياء كثيرة قلت لا يجوز، أيجوز توثيق لحظاتك الحميمية على الموبايل ؟
رددتها وأنا أقفُ خلفك للصلاة وأطيل السجود والدعاء وحين تردّ السلام تقول لي لا تجهري بالدعاء ليكن سرّا بينك وبين الله فصوت المرأة عورة.
ربما لم أنطقها بالطريقة القديمة المعتادة رددها صمتي المكلوم حتى أن الجيران هاتفونا ليخبرونا أنهم عاجزون عن النوم لأن قلبي يتصدّع بصوت عالٍ مريع وهكذا، لتُسكتني، قلتَ أن بنت الأصل لا تشكو جرحها ولا يعلو صوتها ، وأنتِ زوجة صالحة.
كنت ارددها في سرّي وفي عيوني وفي شهيقي وزفيري وعلى طاولة الطعام وبجانبك على الأريكة أفرد لك حَبّ الرّمان ومع كل حبّةٍ أرددها وأقرأ المعوذتين وادعو لك بالجنة الموعودة " فالرّمان من ثمار الجنة ويحمي من السرطانات وأنت السرطان الخبيث الذي انتشر في جسدي وتفشّى يأكلني في صمت وأقاومُ ، وأيضا بالدعاء اللهم أنت الشافي المُعافي خذ بيدي وساعدني لأرتق جيوب قلبي المثقوب ، اشفني منه هذا الورم الخبيث الذي يسمى " الحب"
لكني تعلّمت أن الأفعال أعلى صوتا من كل ما قد يُقال لذا، لو أنك حقًّا سئمتَ انتظار خروج تلك الكلمة من فمي، كل ما أستطيع قوله هو:
الجوّ بارد بالخارج.. تدثّرْ جيدا ولا تنس معطفك.

زينة المدوري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى