علجية عيش - الصحراء الجزائرية في قلب الإنتخابات الرئاسية

(هل سيكون رئيس الجمهورية القادم من الجنوب؟)

-الصراع حول الرئاسيات في الجزائر لم يكن صراع أشخاص ، بل كان صراع مناطق (جهوية) شرق غرب جنوب، و هذه ليست جديدة في الجزائر، جل الذين دخلوا قبة المرادية كانوا من الشرق، ماعدا واحد منهم من الغرب ، و هو الرئيس المقال عبد العزيز بوتفليق..، ظروف تاريخية و سياسية أتت بهم و لا تهم الطريقة التي جاءوا بها سواء كانت عن طريق الإنقلابات أو بطرق أخرى، كما أن قرارات التعيين كانت عسكرية..، كان الجيش هو السيّد في صناعة الرؤساء، لأن كل الذين مروا بالمرادية كانوا آعضاء في الجيش و من جيل نوفمبر، منذ تعيين الرئيس بن بلة إلى المرحلة البوتفليقية، باستثناء انتخابات 2019 التي لها ميزة خاصة.

-استطاع الحراك الشعبي أن يقلب الموازين، و استطاع أن يقضي عن الفوارق السياسية، كانت الصحراء الجزائرية في قلب الحدث السياسي، وخرج من المترشحين الخمسة رجل يمثل أهل الجنوب، و الحديث عن الجنوب هو حديث عن الأهقار و الطاسيلي و..و..الخ بمعنى حديث عن تاريخ و حضارة و حديث عن " النفط " أيضا ، و لا يمكن أن تبقى منطقة الجنوب بمنأى عن المناطق الأخرى في الجزائر و هي التي تختزن تحتها النفط و المعادن، الأمر طبعا يثير تخوف البعض من الشرق و الغرب بأن تتحول مشاريع المحروقات في يد أهل الجنوب في حالة فوز مرشح الجنوب عبد القادر بن قرينة، و ماذا سيحدث لو حدث تزوير في الإنتخابات؟ حتى لا تتكرر أحداث غرداية مثلا و ما جاورها ..

- لست هنا للدفاع عن المترشح، و إنما أطرح فكرة لطالما قامت حروب و معارك من أجلها و هي " الجهوية " و العشائرية و القبلية التي اهلكت النسل و الحرث و فرقت بين الجزائريين في كل مجالات الحياة و كل ما يتسبب في إقصاء الآخر و هضم حقوقه سياسيا، خاصة بالنسبة لمنطقة القبائل التي في خانة المغضوب عليهم بسبب مواقفهم في تكريس الهوية الأمازيغية و محاربة الفساد و تفعيل الديمقراطية و تحقيق المواطنة، و حدث ما حدث منذ الربيع الأمنازيغي إلى غاية الحراك الشعبي مرورا بالماساة الوطنية ، و لم تستطع الأيام و لا السنين أن تنسي الجزائريين جراحهم.

- رغم أن الجميع يقول أنهم يمثلون الجزائر لكن في واقع الأمر أن الصراع الآن بين الخمسة المترشحين الذين يمثلون ثلاث مناطق: الشرق و الغرب و الجنوب، و إن كانت المسألة تتعلق بالكفاءات و من تكون له مواصفات رئيس الجمهورية، رئيس تكون له رؤية استشرافية لمستقبل الجزائر و الجزائريين، رئيس حامل لبرنامج المجتمع ، ألا يحق أن يكون رئيس الجزائريين من الجنوب هذه المرة، طالما الجزائر ملك للجميع؟.

- اللعبة هذه المرة كانت محبوكة جدا ، ليس بالنسبة للجيش فقط، و إنما على مستوى الأحزاب ايضا، فانقسامها على مترشحين أو ثلاثة ماهي إلا خطة لرفع شعار الحياد، و ترك الكرة في يد الشعب، و الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها هي أنه لا يعقل أن لا يكون للجيش مرشحا كما جرت العادة؟ و في ظل إصرار الحراك على رفض الإنتخابات الرئاسية، الآراء منقسمة بين إلغاء الإنتخابات و في اللحظة الأخيرة أو الذهاب إلى الدور الثاني، والأيام وحدها تكشف ذلك.


علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى