حميد نعمة عبد - التك....تك - قصة قصيرة

كان يزهو بالعلم الذي ثبت على حافة عجلته ، حين يداعب وجهه كلما حركته الريح. ويزهو اكثر وهو يتلقى كلمات فخر وترحيب ، لم تصل مسامعه منذ ولادته . فقد اطلقوا عليه القابا كثيرة كالذيب والبطل، واسد الساحة ..
لذلك فقد حاول ان يبذل جهدا اضافيا كي يفي تلك الالقاب حقها . فراح يتوغل الى نقاط لم يصلها غيرة . بل تعداها ليصل خطوط التماس . يترجل من عربته ، يرفع المصابين، ثم ينطلق ملوحا بيده للمسعفين . وفي الليل تشده الصور والفيديوهات التي تعرض على شاشة التلفاز . يقفز فرحا، وتبادله امه الابتسام، لكنها سرعان ما تختبىء بالصمت وترسل اليه نظرات خائفة . وهي ترى سحب الخان ،وتسمع صراخ المتظاهرين . لم تتجرا على البوح بحقيقة مشاعرها .فهي لا تريد ان تفقد ولدها الوحيد ولا تريد اغضابه . بعد ان قالت له يوما : لا تذهب يابني ، فثارت ثائرته ، وخرج غاضبا وهو يردد ( الموت لحظة والذل عمر).
انطلق برحلته اليومية وخرجت ترقبه حتى اختفى. عادت تدور في البيت ،ثم تسمرت امام شاشة التلفاز .
فيما اشتد الرصاص وشكل اطلاق الغازات غيمة بيضاء غطت جسر السنك . حمل جريحا يعانبي من رصاصة اخترقت فخذه ، وآخر يسعل مختنقا. وابتعد عن مصدر النيران إلا أن رصاصة انطلقت خلفة كانت تعرف طريقها إلى رأسه ..


حميد نعمة عبد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى