جعفر الديري - المخرج البحريني بسام الذوادي يطالب بجهاز خاص بصناعة السينما.. سينما

كتب - جعفر الديري

انتقد المخرج البحريني بسام الذوادي غياب جهاز خاص بصناعة السينما في البحرين. وقال : ان على ادارة الثقافة السعي لتكوين قاعدة سينما تستغل في كافة الفنون عن طريق بناء هذا الجهاز وابتعاث عينات للدراسة والتخصص.
وأضاف في ورقة قدمها في ندوة "واقع الفنون في العالم العربي" نظمتها اللجنة الثقافية بكلية الآداب بجامعة البحرين: ان السينما هي الفن السابع، وهو فن يحوي الكثير من الفنون كالموسيقى والرقص والعمارة والفن التشكيلي. فالسينما - بحسب ما أعتقد - تشكلت على المجاورة، مع بداية خلق هذه الصناعة وبداية هذا الاسلوب. وعندما ظهرت السينما في الخليج كانت سحرا مختلفا تماما عن الفنون الأخرى، اذ أن الفنون الأخرى كالفن التشكيلي، الموسيقا، المسرح كانت موجودة.

شركات النفط

وحول دخول هذه الصناعة الى منطقة الخليج أوضح الذوادي :"ان دخول السينما الى الخليج كان من خلال شركات النفط التي أتت الخليج بحثا عن النفط. وكانت هذه الشركات تسجل جميع الأحداث التي تدور في هذا البلد الخليجي من أجل ارسال ما سجلته الى بريطانيا لمشاهدة أخبار تلك الدول. ومن ثم بدأت صحيفة رسمية تسمى الصحيفة السينمائية تظهر في الخليج اذ سمح لبعض من الشباب الخليجي في الكويت والبحرين بالدخول الى هذا المجال واستلام زمام الأمور، وكان هناك خليفة شاهين الذي يعد أول من أمسك بهذا الموضوع وبدأ العمل في تسجيل الأحداث اليومية. لكن بقيت السينما بمثابة مسجل كالكاميرا الفوتوغرافية. ولم تتحول الى رؤية مختلفة وأسلوب مختلف وطريقة مختلفة في الطرح.
وأضاف الذوادي: في العام 1969 بدأ بعض الشباب بتغيير وجهة نظر السينما، وكان ذلك على يد الفنان خالد السنعوسي وخالد الصديق في الكويت اذ تحولت الى لغة يناقشون بها مشكلاتهم ويخالطون الناس من خلالها، وهذا التحول أدى الى أن وجود جهاز خاص بالسينما في الكويت وهذا الجهاز كان معني بانشاء أعمال سينمائية خاصة. اذ استعان التلفزيون وقتها بشكل كبير بالكاميرا السينمائية لسهولة انتقالها.
وهنا بدأ لنا كسينمائيين خطأ مفهوم السينما في الخليج. فحتى اليوم عندما يكون هناك أي نشاط أو مهرجان سينمائي نجد أنه يتوجه الى التلفزيون. وللأسف فانه منذ تلك الأيام لم يتحرك أحد من الخليجيين السينمائيين أو الدارسين للسينما لفصل السينما عن التلفزيون. اذ بقيت السينما - الى هذا اليوم الذي نحاول فيه من خلال نادي البحرين للسينما أن نبعد السينما عن التلفزيون - ينظر لها بالمفهوم القديم وهو أنها صورة تتحرك وبالتالي فهي اذا ذات علاقة بالتلفزيون فلا يوجد هناك داع لأن نخلق لها جهازا خاصا أو هيكلا خاصا وحتى الدارس يكفيه أن يدرس التلفزيون ليكون قادرا على عمل السينما.

جذور خاطئة

تأثير ذلك على صناعة السينما أوضحه الذوادي بقوله :"ان ذلك ما يعتقده المسئولون وكنت أعتقد أن هذا المفهوم خاص ببعض الشباب ولكن اكتشفت أن الجذور خاطئة من الأساس لأن السينما ظهرت ثم ظهر التلفزيون وتم ضم السينما الى التلفزيون بشكل غير مدروس واستمر الى الحال الى يومنا هذا. في الوقت الذي نجد فيه عندما نذهب لنشاهد مهرجان كان في باريس أو مهرجان القاهرة السينمائي أو مهرجان دمشق أو مهرجان قرطاج أن تلك المهرجانات جميعا تتبع وزارات الثقافة ولا تتبع وزارات الاعلام.
لقد أدى ذلك الى شيء أساسي وهو أن السينما تحولت الى شيء مكمل وليست شيئا أساسيا بالنسبة للجهات الرسمية. فاذا كنا نريد أن تكون لنا سينما في الخليج فمن الممكن أن يكون هناك فيلم تسجيلي وأن يكون هناك فيلم قصير لكن أن يكون هناك فيلم يخاطب الجمهور أو أن تستغل السينما ودور العرض لمخاطبة الجمهور وتوجيه رسالة أو فكرة معينة له فان ذلك غير مستطاع بسبب سطوة التلفزيون.

رصيد الخليج من الأفلام

وذكر رصيد الخليج من الأفلام بقوله: في البحرين عندما تم عرض الأفلام السينمائية فيها كانت ردود الفعل كردود الفعل الأوروبية. اذ أن هناك صناعة جديدة وانبهار بهذه الصناعة وحب لهذه الصناعة بشكل غريب. ومع ذلك كانت هذه الصناعة بمثابة التعرف على شيء جديد وعلى عوالم أخرى وثقافات مختلفة، الأمر الذي خلق لها تأثيرا كبير في خليج منفتح على معظم الصناعات والفنون. ولكن ما يمتلكه الخليج العربي من أفلام على رغم مرور أربعين عاما لا يتجاوز العشرة أفلام. ففي السينما الخليجية خمسة أفلام فقط هي فيلم الشراع الحزين، فيلم بس يا بحر، فيلم الحاجز، فيلم زائر، وفيلم شاهين وهو فيلم ايطالي هندي لم يمنتج الى الآن. الى جانب فيلم تم الانتهاء منه في الامارات، وفيلمين تم الانتهاء منهم في الكويت.

سطوة السينما

ومبينا سطوة السينما قال الذوادي :"اننا نرى في بعض التجارب التي نشاهدها في المسرح استغلالا كبيرا للشاشة. فهناك - من وجهة نظر شخصية - مشكلة في التعبير. فعندما أقوم بتحكيم بعض الأفلام القصيرة للشباب سواء من الجامعة أو من خارج الجامعة أجد أن ما نسبته 90 الى 95 بالمئة منها ذات عناوين مكتوبة تعبر عن ما يريد المشاركون ايصاله والسبب عدم اكتمال القدرة على التعبير بالصورة، اذ تظل الصورة السينمائية أو التلفزيونية ليست واضحة ما يضطر معه الى الكتابة.
وقد تحولت العملية السينمائية من مسرح الى لقطة قريبة الى بناء درامي ثم الى علم ومن حدوتة ايقاعها سريع الى تغيير للقطات احتاج الى مونتاج فهناك اذا تقنية مختلفة وهي تركيب الصور أدت الى خلق الايقاع. وبعد تركيب الصور والايقاع السريع أصبح هناك التمثيل فيجب أن يتوفر الممثل المختلف. وكل ذلك حوّل السينما الى فن مختلف تماما عن المسرح. حين استغلت المسرح ثم انفصلت عنه. وان كانت هناك نقطة مهمة لم يستطع السينمائيون تحقيقها كما حققها المسرح وهي المباشرة في الطرح. ففي المسرح تستطيع التحدث ورؤية ردود الفعل في نفس الوقت. بينما أصبح رد الفعل في السينما هو الشيء الوحيد الذي يتأخر ولا يصل بسرعة الى صانع السينما.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى