خالد كساب السرحان - من دفاتر معلم...

بشهر آب ١٩٩٧ حصلت على مصدقة الجامعة وفي اليوم التالي ذهبت مسرعا إلى مديرية تربية البادية الشمالية الشرقية لاقدم أوراقي للعمل على حساب التعليم الإضافي معلما براتب شهري ١٢٠ دينار، وأخذت كتاب التكليف للعمل في مدرسة صالحية النعيم التي تبعد عن الرويشد شرقا ٣٥ كم، وعدت للبيت، وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى مجمع الباصات وسألت الباص المتجه إلى الرويشد عن هذه القرية، فأخبرني السائق أنني سأركب معه بالباص إلى الرويشد، وعند وصولي للرويشد سأقف على الطريق واركب بصهاريج البترول المتجه إلى العراق وانزل في تلك القرية، وبالفعل فعلت كما أخبرني صاحب الباص، وعند وصولي الرويشد سألت احد أصحاب المحال التجارية عن كيفية الوصول لتلك القرية، وصعدت مع إحدى السيارات العراقية، وكان السائق عراقي، وعند وصولي القرية نزلت فيها، ورأيت المدرسة ذات البناء الحكومي بوسط الصحراء ومحاطة ببيوت الشعر، وخمسة بيوت من الباطون، واتجهت صوب المدرسة في وقت الظهيرة ووجتها مغلقة حيث أن المعلمين لم يصلوا بعد.
وذهبت إلى أحد بيوت الشعر واكرموني ايم إكرام لأنني الأستاذ الجديد.
وقبيل الغروب أخبرني أهل البيت ان المعلمين قد وصلوا المدرسة، فحملت حقيبتي واتجهت صوبها.
وتعرفت على زملائي الجدد الذين لا تزال تربطني بهم صداقة حميمة.
ورأيتهم يحملون أغراض تكفيهم إلى نهاية الأسبوع، وهي دجاجة مذبوحة ليتم طبخها في يوم وصولهم ودجاجة على قيد الحياة ليتم ذبحها في اليوم التالي وقليل من الخضار، اما الخبز فيتم إرساله من جيران المدرسة كل يوم وهو خبز على الصاج، ويتم إرسال مع الخبز صحن من لبن الاغنام وزبدة غنم.
لم تكن المنطقة بأسرها فيها الكهرباء بما فيها المدرسة، حيث تنار المدرسة بواسطة لمبة الشمبر المشبوكة على أسطوانة غاز.
وفي المساء نذهب لنسمر عند أهل الوبر والمدر، ذلك الحديث المسائي الذي يثلج الصدر ويحقق لي اجمل الأوقات.
وفي نهاية الأسبوع اصعد بسيارات قادمة من العراق إلى الرويشد التي كانت تسمى عند البدو الجفور.
ومن الجفور إلى المفرق في رحلة عودة ممتعة.
استمر هذا الحال عام كان هذا العام من أجمل أعوام حياتي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى