سلمى الزياني - مباهج الفرح

تركت للفرح فرصة أن يعرفها
هي الّتي في جيبها
تصطكّ حقول ذابلة من العزلة
تركت للفرح فرصة أن يعرفها
خطاها مشلولة
و صدرها مزقته الظلال الراحلة
قلبها يلفظ كل شيء يصادفه
و هي كمنقار عصفور مقصقص الجناح
تراقب سنابل القمح كم تبدو شهية
حين تُلاك حباتها بقصائد الجوع
لو اعترف الفرح أنه يعرفها
لما ضاعت مرتين
لو قدمت له هويتها
لأقامت بلا عنوان
في عالم المغتربين
لو يعلم كم يحمل صدرها من شجون
لفضلت النسيان
ها هي تركض و خلفها الصدى
مسافات شاسعة و صقيع
مثل غصة في الصدر
لحظة الوداع
جبل و غيم و سناجب
ظلّها مثبّت بخيوط واهنة
في سقف الفصول الأربعة
قصر و قطة و شجرة
باب قريب يفتح لنفسه
كُتب في كل مكان
فنجان قهوة ،امرأة ترتق جراح القصيدة
و ماء غارق في ذاكرة النهر الجاف
زمن طويل من الحضور و الغياب
كتراب يستقبل ظلاله.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى