بويعلاوي عبد الرحمان - الجبل الكبير ..

سارت الشاحنات العسكرية القديمة ليلا ، قاصدة قرية الجبل الكبير ، دخلتها فجرا ، حاصر الجنود القرية من كل الجهات ، حصـاراً شديداً، حتى لا يفر أحد من سكـانهـا ، فتشوا القرية بيتاً بيتاً ، كوخاً كوخاً ، إسطبلاً إسطبلاً، وزريبة زريبة، أخرجوا الرجال إلى السـاحة التي تتوسط القرية، سجلوا أسماءهم في سجل كبير ، واحدا واحدا، ثم أركبوهم في الشاحنـات التي مضت بهم ، لم يبق في القرية غير النسـاء والشيوخ والأطفـال الصغـار ، لوحت النسـاء والدموع والغضب في عيونهن لرجـالـهـا الذاهبين جبراً لتكسير أحجـار الجبل الكبير ، وحفر نفق فيه ، في الأسبوع الأول أتت شـاحنة عسكرية محملة بأكيـاس الطحين الأبيض والحليب المجفف وبيدونـات الزيت والشوكولاطة والحلوى الأمريكية ، في الأسبوع الثاني أتت شاحنة عسكرية تحمل جثمان رجل ، ورجلين معطوبين ، في الأسبوع الثالث عادت الشاحنات العسكرية تحمل جنوداً على أكتافهم بنادق ، يبحثون عن الرجال الفارين من أوراش العمل ، فتشوا كل ركن في القرية ، ولما لم يجدوا أحداً من الرجال الفارين أخذوا نساءهم وأطفالهم للعمل في الأوراش ، حتى يعود رجالهن . في الأسبوع الرابع عادت الشاحنات العسكرية بالنساء والأطفال ، بعد أن عاد الرجال إلى الجبل الكبير .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى